سجن حماة: روزنة ترصد سرقة طعام المعتقلين

سجن حماة: روزنة ترصد سرقة طعام المعتقلين
تحقيقات | 06 يناير 2016

ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سجن حماة المركزي، يتخطى أسعار نظيرتها الموجودة في الأسواق السورية بشكلٍ كبير، فهل يوجد سرقات وفساد في السجن التابع للنظام السوري؟

غلاء الأسعار وقلة المواد

"روزنة" تابعت موضوع غلاء الأسعار في السجن، الذي يقبع فيه 700 معتقل سياسي، يواجهون ظروفاً صحية وإنسانية سيئة.

"كمية الطعام ونوعيته التي تقدم من قبل إدارة السجن، سيئة للغاية، ولا تكفي حاجة المعتقل هنا"، يقول أبو أحمد، أحد المساجين.

ويضيف: "هناك أغذية قابلة للشراء نقوم بشرائها من إدارة السجن، ولكن قدرتنا المادية لا تكفي ولا نستطيع شراء هذه الحاجيات بسبب غلائها، أناشد كل المنظمات والهيئات الدولية التي تقوم بدعم المعتقلين، وتدعو لتحسين ظروفهم، لأن تقوم بزيارة السجن والالتقاء بالمعتقلين والوقوف عند متطلباتهم".

وبحسب أبو أحمد، فمنظمة الصليب الأحمر معنية بهذه الأمور، ولها الحق بزيارة المعتقلين داخل سجون النظام السوري.

ثلاث سخانات لكل زنزانة!

تقوم إدارة السجن، بتوزيع سخانتين أو ثلاث، صغيرات الحجم، لكي يطبخ المساجين عليها طعامهم، داخل الزنازين، إلا أن قلة عدد السخانات، وإعطابها بشكل مستمر، يمنع المساجين حتى من الطبخ، كما يؤكد "أبو أحمد".

وحول ذلك يتابع الرجل: "يتواجد في كل زنزانة 50 إلى 80 شخصاً، الكل يقوم باستخدام هذه السخانات للطبخ، حيث تعطب كثيراً لصغر حجمها وعدم متانتها، ونضطر أحياناً إلى أربعة أو خمسة أيام لأن نبقى بدون طبخ، حتى توافق إدارة السجن على تغيير السخانة أو إصلاحها". 

من المسؤول عن إدخال الطعام؟

جمعية رعاية المساجين وذويهم، مخصصة من وزارة الداخلية بحكومة النظام السوري، مهمتها تأمين المواد الغذائية والأدوية للمعتقلين، حيث تجلب المواد من المؤسسات الاستهلاكية.

ولكن تحكم رئيس الجمعية وأعضائها، بأسعار المواد وغلائها، سبب يمنع المعتقلين من اقتناء هذه المواد، فأسعارها تفوق أضعاف الأسعار الموجودة في الأسواق العادية، كما يقول "محمد الحموي"، أحد المساجين.

ويوضح "الحموي": "نعاني من الغلاء الشديد في الأسعار، حيث يتحكم أعضاء الجمعية بأسعار المواد التي يجلبونها لنا، فعلى سبيل المثال، أسعار المعلبات مثل المرتديلا والأجبان تكون ضعف السعر الموجود في الأسواق خارج السجن، حيث سعر علبة المرتديلا الواحدة متوسطة الحجم يكون من 175 إلى 225 ليرة سورية".

نقص في الأدوية وأسعار مرتفعة

"لم يتوقف الأمر عند الأغذية"، يؤكد "الحموي"، مضيفاً أن هناك نقص في الأدوية، المقدمة من قبل الجمعية، والتي يتكلف المعتقل بدفع مبالغ باهظة لاقتنائها.

ويتابع المعتقل: "مع أن الأدوية التي تقدم تكون لها أسعار ثابتة، وعند إدخالها للمعتقل تنزع عنها الأسعار الرسمية، وتباع بضعف المبلغ الأساسي، فعلبة الأدوية المسكنة مثل السيتامول، يصل سعرها لحوالي 200 ليرة سورية، ونحن هنا ليست لدينا القدرة الكافية لشرائها، وخاصة بعد انتشار الآوبئة الجديدة في المعتقل، نتيجة عدم وجود طبابة جيدة داخله".

كميات غذاء لا تكفي

كل يوم وجبة على الغداء والعشاء، تقدمها إدارة السجن للمساجين، من بين تلك الوجبات "مجدرة، رز مع بازلاء، شوربة عدس، مربى مشمش، إضافة إلى اللبن في بعض الأحيان والزعتر".

إلا أن الإدارة، تقلل من الكميات المخصصة للتوزيع، حيث يحصل كل أربعة أشخاص على حصة شخص واحد من المخصصات، كما يخبرنا المساجين.

عن ذلك يقول "فريد محمد" أحد المعتقلين القدامى بسجن حماة: "نضطر نحن كمساجين لشراء بعض المعلبات والحاجيات الغذائية التي تفوق سعرها عن السعر المخصص للبيع بأضعاف، وذلك لأن كميات الطعام التي توزع مجاناً من قِبل إدارة السجن تكون قليلة، ولا تكفي الشخص الواحد، حيث يوزع لنا حصة لكل شخص تكون ربع الحصة المخصصة للشخص الواحد".

وبحسب محمد، هذا الإجراء جاء تحديداً بعد قيام بعض المساجين باستعصاء في السجن منذ أشهر، وذلك لتأجيل جلسات المحاكم الدورية، وعدم طلب المساجين للمحاكمة، "إننا نعاني من ظروف قاسية، رغم أن هذا السجن يشرف عليه الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين" يضيف محمد.

سرقة مخصصات المساجين المقدمة من الصليب

يرسل الصليب الأحمر، كميات غذائية مخصصة لتوزع على المساجين، إلا أنها تسرق من قِبَل إدارة السجن، والجمعية التي ترعى شؤون المساجين وذويهم، بحسب العديد من المعتقلين، في سجن حماة المركزي.

يقول "فريد" لروزنة: "في المناسبات وشهر رمضان، ترسل كميات من المواد الغذائية من الصليب الأحمر لتوزع علينا، هذه المواد تكون مثل "التمر، الحليب، اللبن، المعلبات، والجبنة المعلبة، إلا أن إدارة السجن وجمعية رعاية شؤون المساجين وأسرهم تقوم بسرقة أكثر من نصف الكمية، وتوزع الباقي علينا".

ويطرح المعتقل مثالاً: "منذ فترة أرسلت الصليب الأحمر لكل شخص علبة تمر ونصف علبة حليب، إلا أن إدارة السجن قامت بتوزيع كل علبة تمر لثلاثة أشخاص، وكل علبة حليب لثمانية أشخاص، وبذلك لم نستفد شيئاً من هذه المعونات التي تخصص من جهات دولية لن"ا.

وتستمر معانات المعتقلين داخل السجون السورية، دون أن تلتفت الجهات المعنية من المؤسسات والهيئات الدولية إلى وضع هؤلاء، الذين يناشدونهم عبر الوسائل الإعلامية لمساعدتهم، وتقديم المعونة القانونية والإنسانية لهم.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق