هل يستحق راتب التقاعد تحمّل عناء الإنتظار؟

هل يستحق راتب التقاعد تحمّل عناء الإنتظار؟
تحقيقات | 05 يناير 2016

ينتظر الموظفون المتقاعدون في سوريا، كزملائهم، نهاية الشهر بفارغ الصبر، للحصول على راتب لا يصمد في أحسن الأحوال، أكثر من أسبوع!

أعداد كبيرة من الموظفين والموظفات والمتقاعدين، وخاصة، من أبناء المناطق الشرقية (دير الزور والحسكة والرقة)، والجنوبية (درعا والقنيطرة)، باتوا مطالبين بالوقوف في طوابير، والانتظار ساعات طويلة، أمام مبنى البريد وسط العاصمة دمشق، بعد أن قامت مؤسساتهم وشركاتهم، بتوطين رواتبهم هناك.

"نقف في طابور غير منتظم فترة طويلة، قد تمتد لأكثر من 3 ساعات، للدخول إلى مبنى البريد والحصول على الراتب، بعد أن يكون الملل والتعب والضجر قد تسربوا إلى نفوسنا"، يقول الحاج أبو عبد القارد، أحد المتقاعدين، المقيمين في دمشق.

ويضيف الرجل في حديثه لروزنة: "حال لساننا يقول: راتب لا يكفي آجاراً للمنزل، لو ساكنين بخيمة بدلاً من هذه البهدلة، وبلا كل هالراتب وهالشرشحة على آخر العمر".

تمييز في التعامل!

خلال رصد روزنة، لطوابير الانتظار عند البريد الواقع قرب وسط دمشق، تساءلت إحدى الموظفات المتقاعدات، عن السبب الذي يدفع موظفي حكومة النظام، لمعاملة زملائهم السابقين من العاصمة وبعض المحافظات الأخرى مثل اللاذقية وطرطوس، بطريقة أكثر احتراماً، من تلك التي يعاملون بها أبناء المنطقة الجنوبية.

وبحسب الموظفة: "يخصص لأبناء تلك المحافظات -دمشق والساحل- أياماً أكثر، وتكون ساعات عمل الموظفين منتظمة، من الـ8 والنصف صباحاً، حتى الواحدة ظهراً، على عكس الأيام التي يكون فيها دور المناطق المنتفضة".

فيما شكت موظفة أخرى، كانت من ضمن المتجمهرين أمام مبنى البريد، قائلة: "نضطر للمجيء كل شهر من إحدى قرى القنيطرة، للوقوف ساعات لاستلام راتبنا، الذي يذهب ثلثه للمواصلات".

وتتابع: "نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانتظار فترة طويلة، والتأخر عن بيتي وأولادي، وإما العودة ثانية بعد عدة أيام، فاخترت أن أقف في هذا الطابور الطويل من الموظفين، لأنني كنت مضطرة لقبض راتبي".

وختمت حديثها بعد تنهيدة: "يا أخي طلعت روحي وزهقت، لماذا يفعلون بنا ذلك؟". 

المشهد يبدو متعباً، راتب قليل، يحتاج جهداً أكبر منه للحصول عليه! وخاصة للمتقاعدين، فجلّهم كبار في السن.

في طوابير الانتظار، عند البريد، ثمة رجل مسن، يستند على عكازة، أجاب على سؤالنا عن رأيه بالأواضع هذه: "راتبنا قليل ونحن بحاجة لكل ليرة، فقدت أولادي الثلاثة ولم يبقَ لي معيل سوى الانتظار على هذ الطابور".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق