تنتظر نورا غازي الصفدي زوجها باسل خرطبيل المعتقل منذ ثلاث سنوات، تكتب له قصائدها النثرية، ترجمها بنفسه للإنكليزية، لتُنظم اليوم في ديوانٍ أهدته نورا لحبيبها المفقود في سجون النظام السوري.
تقول المحامية نورا المختصة بحقوق الإنسان في حديثها لروزنة: "منذ عشرة أعوام وأنا أكتب النثر على أوراقي المتناثرة، شجعني باسل على نشر كتاباتي، وخاصة بعد اعتقاله، قررنا أن يكون محتوى الكتاب الذي نطبعه من أشعاري وأشعاره باللغتين العربية والإنكليزية".
اقرأ أيضاً: وفاءا لذكرى باسل خرطبيل حملة لمعرفة مصير المعتقلين والمختفين قسريا
وتشير "نورا"، إلى أنها أدخلت النصوص للسجن، كي يترجمها "باسل"، حيث اختار 26 قصيدة، وترجمها للغة الإنكليزية.
ماذا يعني "في الإنتظار"؟
قرر الحبيبان اختيار اسم الديوان بحسب نورا: "لنوصل بذلك رسالتنا، ورؤيتنا لحالة الإنتظار، ونحاول أن نساعد كل الذين يعيشون حالة الإنتظار ليعيشوها بطريقة أقل ألماً، ولتكون تجربة الإنتظار إيجابية ومفيدة قدر الإمكان".
وتؤكد أنها اتفقت وزوجها المعتقل، على طباعة الديوان آخر العام الحالي، لكن اختفاء "باسل" من سجن عدرا في بداية تشرين الثاني الماضي، وفقدان أي تواصل معه، دفعها لمواصلة الأحلام والمشاريع، التي بدأتها معه، فقررت طباعته حالياً.
"قررنا أنا ورفاقه في الحملة المخصصة له، أن ننشر الديوان باللغتين على الانترنت، ومن ريع المبيعات نطبعه بشكل ورقي، بسبب عدم وجود تمويل متوفر للطباعة الورقية"، توضح "غازي".
رسالة في موعد إطلاق الديوان
اختارات نورا، اليوم العالمي لحقوق الإنسان في الـعاشر من شهر كانون الأول الحالي، لكي تعلن إطلاق الديوان.
وحول ذلك توضح: "اخترت إطلاق الكتاب باليوم العالمي لحقوق الإنسان، لسببين، الأول أنه في 10 /12 / 2015، يكون باسل أتم 1000 يوم في المعتقل بعد السنة، ليصبح مجمل أيام اعتقاله 1365 يوم من الإنتظار، والسبب الثاني، هذا اليوم يعني لي الكثير كناشطة حقوق إنسان ومحامية، حيث قضيت تقريباً نصف عمري أدافع عن حقوق الإنسان وأطالب بها".
ليست تجربة الإنتظار الوحيدة!
اقرأ أيضاً: النظام يعدم المبرمج "باسل الصفدي" بعد اعتقال دام لسنوات
المحامية نورا غازي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، ولدت في دمشق، عام 1981، ويبدو أن تجربة انتظارها لزوجها، ليست الأولى من نوعها.
"الشيء الذي جعلني أبقى في هذا المكان هو الإنتظار، انتظاري أنا ووالدتي لوالدي الذي غاب سنوات طويلة بسبب الملاحقة والاعتقال، فالإنتظار هو الوحيد الذي جعلني أتعلم من والدي وزوجي الكثير" تقول غازي.
وتضيف: "منذ 3 تشرين الثاني 2015 وأنا أعيش أبشع حالات الإنتظار التي عشتها في حياتي، فمن كل هذا القبح والإنتظار أحاول خلق شيء جميل لنا، ولكل الذين يعيشون الإنتظار بأمل، لكل الذين انتظرهم من المختفين والمعتقلين السوريين".
وتؤكد المحامية، أن انتظارها لباسل، والكتابة عن ذلك، مسؤولية تجاه التاريخ "يجب أن نكتب التاريخ بأفكارنا وأحلامنا ونحافظ على الذاكرة السورية لكي لا تتشوه، ولنرتقي بأحلامنا ونخطها وفق عقولنا وقلوبنا لهذا البلد الجميل".
"باسل الصفدي"، فلسطيني سوري، من مواليد 1981، ويعمل بالتطوير البرمجي، اعتقل في 15 آذار عام 2012، من قبل الأمن العسكري التابع للنظام في دمشق، وفي بداية شهر تشرين الثاني الماضي، نُقل من سجن عدرا المركزي، إلى مكان مجهول، ولا يعرف عنه شيء حتى الآن.
يمكنك قراءة الديوان ومشاركته أصدقائك عبر الدخول إلى رابط التحميل من (هنا)