ماهي صلة القربى بين الأسد وبن لادن؟

ماهي صلة القربى بين الأسد وبن لادن؟
تحقيقات | 21 ديسمبر 2015

يتحدث الكاتب والصحافي السوري إبراهيم الجبين، في لقاء خاص مع روزنة، عن علاقة الجهادي أبو القعقاع مع النظام السوري بين عامي 2001 - 2007، وأصول زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. ويكشف عن أسباب إيقاف برنامجه "علامة فارقة"، الذي كان يعرض على التلفزيون السوري، عام 2009.

ظهر إبراهيم الجبين مؤخراً، في فيلم وثائقي على قناة الجزيرة، حول شخصية أبو القعقاع، الذي انطلق كداعية إسلامي في سوريا عام 2001، واستمر بعمله، في الدعوة للجهاد، حتى اغتياله عام 2007، وكان مثار جدل، بين من يراه متعاملاً مع مخابرات النظام، ومن يرى فيه، داعيةً إسلامياً.

في لقاء الجبين ببرنامج "دائرة الموت"، تحدث عن علاقته بمحمود قول أغاسي، وأنه خلال لقائه به في دمشق بعد عام 2003، لم يكن مراقباً من قبل المخابرات السورية، موضحاً أن أبو القعقاع، لم يكن أيضاً مطلوباً من النظام، في ذاك الوقت، بل كان يذهب لوزارة الداخلية، ويُحجَز له طابق كامل، في نادي ضباط الشرطة ببرزة.

وأضاف الجبين: "أراد النظام السوري إنهاء ظاهرة أبو القعقاع تماماً في حلب، وكل الوقت كان يحدثني قول أغاسي عن خشيته، من عدم عودة أمجاد أبو القعقاع، مع خوفه من الاغتيال كل لحظة، بالنسبة لي أغوتني شخصيته، إضافة لشعوري أنه فعلاً يمشي بطريقه للإعدام، وبالتالي نشأت بيني وبينه صلة إنسانية، وكأني أرافق شخصاً محكوماً بالإعدام، بغض النظر إن كان مجرماً أو بريئاً".

وأكد الصحفي السوري، أن النظام أراد مفاجأة العالم بالتنظيمات الجهادية والإسلامية، وإلصاقها بالثورة السورية، موضحاً:" النظام هو من صنع هذه التنظيمات، وأكبر دليل على ذلك أبو القعقاع، الذي استثمره جهاز المخابرات السوري، وجعله يطلق يده بالتدريبات وإرسال مجاهدين للعراق، وتسليم أسمائهم إلى المخابرات، فيتم اعتقالهم حين عودتهم والمساومة بهم، مع المخابرات العربية والدولية".

بشار الأسد يوقف برنامجاً

كان إبراهيم الجبين في برنامجه "علامة فارقة"، يحاور شخصيات سورية سياسية وثقافية وفكرية وفنية، وبعد الثورة، انقسم ضيوفه، بين مؤيد للنظام، ومعارض له. لكن، بعد 25 حلقة، تم وقف بث البرنامج. ومنع مقدّمه من الظهور على شاشة التلفزيون السوري.

وحول ذلك، قال إبراهيم الجبين لبرنامج "دائرة الموت": "علمت لاحقاً أن (علامة فارقة)، أوقف بأمر من بشار الأسد شخصياً، الذي أوعز لوزير الإعلام الأسبق محسن بلال بإيقافه عرضه، ولذلك لم يكن ممكناً فعل أي شيء إزاء هذا القرار"، وأضاف أن "البرنامج حمل منذ بدايته بذور الاصطدام مع الأجهزة السورية، الفساد والأمن ومراكز النفوذ، ولذلك كان إيقافه متوقعاً بعد كل حلقة".

وعن ضيوف البرنامج وإن كان ما يزال بعضهم من الذين انحازوا إلى جانب النظام بعد الثورة، علامات فارقة بالنسبة للجبين؟ أجاب: "البرنامج لم يكن محكمة تقدم نتيجة نهائية، إنما هو مجموعة تساؤلات".

بن لادن وبشار الأسد!

في العام 2001، أعد إبراهيم الجبين فيلماً وثائقياً أخرجه نبيل المالح، تناول حياة أسامة بن لادن وأصول عائلته في الساحل السوري، كون والدة أسامة بن لادن وزوجته الأولى سوريتين من ريف القرداحة.

يقول الجبين: "وضعت للفيلم عنوان، أسامة بن لادن في سوريا، وكنت أبحث في تشكل سيكولوجيا هذا الرجل، وكيف قرر أن يهجر الثروة، ويذهب لأفغانستان، ويضرب أكبر منجز اقتصادي بالولايات المتحدة".

وأضاف أنه ذهب وقتها مع المخرج نبيل المالح، إلى عائلة غانم، وهي أسرة والدة أسامة، وتنحدر من القرداحة بريف اللاذقية مسقط رأس الأسد.

ولفت الجبين إلى أنه التقى "ليلى" ابنة زعيم القاعدة السابق بالتبني، مضيفاً أنها وجهت رسائل لأبيها، وذكرته بأيام طفولتها في الخرطوم بالسودان، مشيراً إلى أن "ليلى غانم لم تكن محجبة أمام الكاميرا".

وتابع: "قمت بتصوير الفيلم باللاذقية وطرطوس، ففي طرطوس أيضاً هناك زوجة أخرى لوالد أسامة، وقابلت في تلك المدينة كبار السن وقالوا لي، "في أواخر الخمسينيات جاء تاجر يمني اسمه محمد بن عوض بن لادن واشترى من بيت غانم فتاة، ومن بيت آخر فتاة، وأخذهما معه".

لماذا لم يُعرض الفيلم؟

أكد الجبين، بحسب شهود فيلمه، أن أسامة كان يُعامل كابن الجارية، وهذا شكل لديه إحساساً مختلفاً عن بقية أخوته، وعدمَ شعور بالانتماء بشكل طبيعي.

وأردف أنه في زمن الخمسينيات، أنهى الملك فيصل بالسعودية تجارة "الرق"، وتحولت والدة بن لادن بشكل طبيعي إلى زوجة لأبيه باعتبارها أنجبت منه، وبعد وفاة والده تزوجت أمه، وعاش هو عند أخواله في سوريا".

وأشار إلى أنه لا يعرف إذا كانت العائلة، تعيش في سوريا حالياً أم لا، مؤكداً أنها"عائلة كريمة ولها مكانتها في القرداحة وتعيش بشكل طبيعي وودّي مع الناس".

وعن عدم عرض الفيلم أوضح الجبين:" حاولنا بعد الانتهاء من التصوير، التسويق له ليعرض على الشاشات، وعرضناه على قناة CNN الأميركية، التي أرسلت المندوبة الإقليمية للمحطة الصحفية رولا أمين، ورفضته القناة فيما بعد،قائلة إنها غير مهتمة بالفيلم، طبعاً كان النظام بذاك الوقت،على علاقة ممتازة مع كل الدول التي تعاديه الآن".

وأكمل حديثه: "وصلني من المخابرات السورية سؤال: ماهي مصلحتنا أن يكون المطلوب رقم واحد في العالم قريب السيد الرئيس؟واستُدعي حينها مخرج الفيلم نبيل المالح من قبل كبار ضباط المخابرات، وتم مصادرة الفيلم منه".

وفي ختام حديثه، أكد الجبين وجود نسخة ثانية للفيلم، لكن لا يعلم إن كان سيعرض لاحقاً أم لا.

يذكر أن إبراهيم الجبين، يعمل في الصحافة منذ بداية التسعينيات، وصدرت له عدة مؤلفات أدبية، إضافة إلى إنتاجه للعديد من الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية الحوارية.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق