انضمت صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لصور بشار الأسد وحلفائه، المعلّقة في مناطق العاصمة السورية دمشق، لكن بطريقة أخرى!
اقرأ أيضاًَ: "ماكرون" لـ "بوتين": أوقفوا معاناة مدني الغوطة وإدلب
في نشاط سلمي، مناهض للنظام السوري، نشر ناشطون في شوارع العاصمة دمشق، صوراً للرجل الأول في موسكو، فلاديمير بوتين، صور ملطخة بالدماء، في إشارة، إلى رفض التدخل الروسي في سوريا.
على جدران أكثر من 10 أحياء
وزع الناشطون صور بوتين، مكتوباً عليها "قاتل الشعب السوري"، في أحياء المهاجرين، أبو رمانة، المالكي، الميدان، المجتهد، البرامكة، دمشق القديمة، الحلبوني، الطلياني، ومدحت باشا، إضافة إلى مناطق من الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، وجنوب العاصمة.
وأشار الناشطون في مقطع فيديو نشروه على الإنترنت، إلى "الإحصائيات التي تثبت تورط روسيا، في قتل المدنيين، والمناطق السكنية والحيوية، التي طالها القصف الروسي".
النشاط يحمل ثلاث رسائل
أبو وائل، أحد المخططيين للنشاط في العاصمة، قال "لروزنة": "الهدف من النشاط، إيصال عدة رسائل، الأولى للنظام السوري، لإثبات أن الثورة لم تمت رغم كل محاولات الأسد لقمعها، وأن الأنشطة السلمية مستمرة في دمشق، رغم كل التضييق الأمني الذي تعيشه".
اقرأ أيضاً: كتب أحمد عمر.. صورُ ضحايانا التي لا تنطق
وحول الرسالة الثانية، أكد أبو وائل أنها "موجهة للعالم، وللرأي العام لكشف كذب روسيا، التي تدعي انها تحارب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بينما معظم ضرباتها تستهدف المدنيين في المناطق المحررة، والرسالة الثالثة، موجهة لروسيا، بأننا كشعب، لن يسكت عن انتهاكاتها، وسنحاول بكل ما نستطيع فضح إجرامها، المساوي لإجرام الأسد".
وأوضح أن فكرة النشاط، مستوحاة من أنشطة سابقة، نفذها فريق "السلمية" في دمشق، كانت تتمحور حول "إجرام الأسد" بحسب وصفه.
كيف تم تنفيذ النشاط؟
نشر صور بوتين بتلك الطريقة، في أكثر من 10 أحياء بالعاصمة، التي تخضع لسيطرة النظام وقوته الأمنية، ليس بالعمل السهل، بل فيه الكثير من الخطورة.
"آلية تنفيذ مثل هذه الأنشطة، تمر بعدة خطوات، فبعد اقتراح فكرة النشاط، ومناقشته، ودراسته من جميع النواحي، يبدأ التخطيط للأوقات والأماكن المناسبين للتنفيذ، وتقسيم الفريق لمجموعات، كل مجموعة تستلم منطقة"، يقول أبو رضوان الشامي، أحد منفذي النشاط.
ويضيف الرجل، أن هدف النشاط هو إعلامي، فالنظام يحاول دائماً منع تنفيذ أي نشاط معارض له، موضحاً: "النظام يخاف من هذه الأنشطة كخوفه من الأنشطة المسلحة، وما اعتقال الناشطين السلميين وملاحقتهم الا دليل على خوفه من هذه الأنشطة".
وبحسب الشامي، فإن مخاطر النشاط رغم البساطة الذي تبدو عليه، كبيرة، ففي دمشق، لا يمكن التمييز عناصر الأمن التابعين للنظام، فقد يكونوا مدنيين! لافتاً أن "مثل هذه الأنشطة، تتوجه بقسم أكبر للرماديين والبعيدين عن الواقع، لتعرف أن ليس النظام وحده، والمسلحين على اختلاف تسميتهم من يقوم بالقتل، فهناك تدخل غربي روسي إيراني، وغيره وهم شركاء النظام في قتل الشعب السوري".
السلمية.. روح الثورة
ترى سلمى الحمصي، إحدى المشاركات في النشاط بدمشق، أن الأعمال السلمية رغم تضائل أهميتها في وقت سيطرة السلاح، إلا أنها تعبر اليوم بطرق بسيطة عن فكر ثوري، مايزال موجوداً في دمشق، وبين أهلها، وهو مغيب نتيجة الخوف والقمع. بحسب قولها.
وتؤكد أن فريقهم، مستقل لا يتبع لأي جهة داخل أو خارج سوريا، ولا يتلقى الدعم من أحد، فهدفه الأساسي استمرار الأعمال السلمية والمدنية ونشر فكر الثورة السورية، ومطالبها بالحرية والكرامة، في مدينة تعتبر الأخطر والأكثر أهمية بالنسبة للنظام السوري.
وعن عدم تلقيهم دعم من أي جهة معارضة، أرجعت الحمصي الأسباب: "لا نريد أن نحسب على أي طرف من أطراف المعارضة، التي باتت الآن مشتتة، ولا توجد أي جهة تمثل ما نقوم به من نشاطات في الداخل، وأكبر دليل على ذلك أن معظم نشاطاتنا مغيبة إعلامياً من قبل الإعلام، الذي يحسب على المعارضة".
يذكر أن هذا النشاط، لم يكن الأول من نوعه في دمشق، حيث شهدت العاصمة خلال عام 2015، عدة أنشطة سلمية مشابهة، كان آخرها توزيع ورود على منازل مع رسالة، تعيد التذكير بالأهداف الأولى للثورة السورية، بالإضافة لنشاط توزيع منشورات للتذكير بالمعتقلين، على شكل نقود، في أحياء من دمشق، ضمن حملة أنقذوا البقية، إضافة للعديد من الحملات الأخرى، يقول منفذوها إنهم مستمرون وسيعملوا جاهدين على زيادة وتيرتها.