انفوغرافيك: سلسلة رفع الأسعار بعد زيادة الرواتب!

بائع خبز في سوريا
بائع خبز في سوريا

اجتماعي | 07 ديسمبر 2015 | أيمن صالح

"زيادة الرواتب رعب بالنسبة لنا، وكما توقعنا، الدعم رفع بنسبة كبيرة عن العديد من المواد التي لا نستطيع الاستغناء عنها"، هكذا علقت سوزان، على قرار زيادة الأجور الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد، لموظفي الدولة، قبل نحو شهرين.

وتضيف سوزان الموظفة الحكومية: "تصرفات الحكومة تهدف لتطفيش الشعب خارج البلد، على عكس ما يقولون إنهم يكافحون الهجرة، فهم على يقين أن الراتب لا يكفي لأسبوع واحد فقط".

رفع الأسعار "عيدية"!

اقرأ أيضاً: راتب المعلمين الجديد في سوريا : زيادة رواتب أم "تصبيرة"


مرسوم رفع الأجور الذي جاء ليلة عيد الأضحى الماضي، بمقدار 2500 ليرة، أفرح الموظفين بدرجة قليلة، لكنه أفزع أصحاب المهن، فهم كما توقعوا، الأسعار "ستشعل والدعم سيُرفع".

وفعلاً، بعد عيد الأضحى، بدأت سلسلة رفع الأسعار بالظهور "رسمياً"، والبداية كانت من "سعر المياه"، حيث أصدرت وزارة المياه في حكومة النظام، قراراً، رفعت بموجبه سعر المتر المكعب من المياه، إلى 40 ليرة، في حال زيادة الاستهلاك عن 50 متراً مكعباً في الدورة الواحدة، بعد أن كانت 30 ليرة، وإلى 50 ليرة لكامل الكمية المستهلكة، عندما تتم زيادة الاستهلاك عن 80 متر مكعّب في الدورة الواحدة، بينما كانت أقل بعشر ليرات.

الخط الأحمر والغاز "يشتعلان بيوم واحد"

ما هي إلا أيام، بعد رفع سعر المياه، ليصدر القرار الذي روج له في وسائل إعلام النظام، برفع سعر ربطة الخبز "ذات الخط الأحمر"، والتي كما جرت العادة، ينفي مسؤولو النظام، الاقتراب منها، لكن القرار صدر ليرفع سعر الربطة بنسبة تصل إلى 42%، وليصل سعرها إلى 50 ليرة.

وفي ذات اليوم وبنفس القرار، رُفع سعر أسطوانة الغاز إلى 1800 ليرة، بعد أن كانت بـ1500 ليرة، وبعد أيام من القرار، تم رفع السعر مرة أخرى بأمر من محافظة دمشق، لتصل الجرة إلى 1900 ليرة، كما رفعت وزارة النفط سعر لتر المازوت، في آب الماضي، إلى 135 ليرة بدلاً من 130.
اقرأ أيضاُ: الشائعات ترفع الأسعار.. والرواتب؟

منى مواطنة سوريا، وتعليقاً على أسعار المحروقات والخبز، كتبت على صفحتها في فيسبوك: "الدولة كلها ماشية بنظام تفقيع وترهيب وتهريب ليش هيك؟ بدون هيك أحسن من هيك ما بقى يصير، كل شي عنا ما في مياه ما في كهرباء، بس غلاء في".

وتساءلت بلكنة دمشقية: "ليش ما بتقدر هالدولة تعالج الغلاء ليش؟ لك مو فاضيين عم يحاربوا داعش، مين كل الوزراء يا حرام مشغولين يا أخي عم يشتغلوا الله يعطيكم ألف عافية، أنا كتير مقدرة جهودكن الجبارة، لك تضربوا كلكون يا أخي دولة ما في، في شوية عصابات متحكمة، هادا هو نظام التفقيع ويلي مو عاجبوا ينفلق هاد الموجود".

عيشها غير مخروب البيت!

بحسب المدرس أسامة، أحد سكان دمشق، رفع الدعم عن السلع الأساسية، وخاصة المازوت، سبب ارتفاع العديد من السلع، وجاء كل ذلك، بعد حملة "عيشها"، التي أطلقها سوريون عاملون بحكومة النظام، بداية العام الحالي، بهدف تغيير الوضع المعيشي، للمواطنين.

الحملة وبحسب أسامة، أدت لارتفاع الأسعار بدلاً من إيقافها عند حد معين! كما أنها شهدت الكثير من تعليقات السوريين الساخرة، عليها.

ميلاد، طالبة جامعية، كتبت في أحد التعليقات على صفحة الحملة: "عشناها غير فعلاً بعد هي الحملة مرتين ارتفعت الأسعار، بظن إذا سميتوها خربوها غير بكون تمام التمام، لأن خربتوا بيوتنا المخروبة أصلاً من الحرب، حرمتوني من الجامعة وهي أول سنة إلي بدل ما أنزل كل يوم صرت أنزل مرة بالأسبوع لأن الطريق بكلفني 300 ليرة، بقا كتير عشناها غير".

عودة المظاهرات!

معلقون على صفحات موالية للنظام السوري في الموقع الأزرق، أعلنوا أن الغلاء يستوجب الخروج في مظاهرات، حيث قالت تالة، "مثل هذه القرارات تستوجب النزول إلى الشارع والتظاهر، يلي بقيان بالبلد نفذ صبره، من وين بده المواطن الدرويش يجيب مصاري حتى يعيش، يلي عنده ولد واحد إذا مرض ما عد يضل معه ياكل لأخر الشهر".

"من دهنه سقيلو"

"النظام لم يدفع أي شيء من جيبه للزيادة، والتي زعم رئيس حكومته وائل الحلقي، أنها ستكلف خزينة الدولة 80 مليار ليرة شهرياً، وينطبق عليه المثل من دهنه سقيلو"، يقول الخبير الاقتصادي، ممدوح الغزي، موضحاً: "بعد الزيادة، رُفع الدعم والذي من خلاله استعاد النظام نصف الـ80 ملياراً التي تحدث عنها".

وأضاف الغزي في حديثه لروزنة: "ارتفاع الدولار الأخير إلى 380 ليرة، من خلاله سيمول النظام النصف الآخر من الزيادة، مستفيداً من انهيار الليرة، فالكتلة النقدية المخصصة لموظفيه انخفضت ولم ترتفع، مع تراجع سعر الليرة، فالموظف الذي كان راتبه 500 دولار على سعر 45 ليرة، أصبح اليوم لا يتجاوز 75 دولاراً على سعر 380 ليرة".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق