بالصور: سكن الطالبات في دمشق.. مهاجع وغرف 5 نجوم!

السكن الجامعيى للطالبات بدمشق
السكن الجامعيى للطالبات بدمشق

اجتماعي | 04 ديسمبر 2015 | ريتا حيدر

"اتحاد طلبة سوريا"، اسم يسمح لطلاب جامعة دمشق، بالتمتع في سكن جيد ضمن المدينة الجامعية بالمزة، حيث تعود أفضلية السكن، للمنتسبين إليه، ومن لديهم واسطة تدعمهم، ويبقى السؤال: من لا ينتمي لهذا الاتحاد، أو لا يوجد من يقف وراءه، ماذا يفعل؟

واقع مأساوي!

في تلك المدينة، المفروض أنها مخصصة للطلاب الجامعيين، وتستوعب 13 ألف طالبة وطالب، توجد غرف تحتوي أسرة قديمة جداً، يقطن بها عدد غير معقول من الطلاب، قد يتخطى العشرة، بينما قدرة الغرفة، مخصصة لستة فقط.

العديد من الطلاب، لا يعرفون راحة البال، يأكلون ويشربون ويدرسون على أسرتهم، اذا استطاعوا ذلك، وفي غرفة مخصصة لكل شيء، غير الدراسة! هدف الطلاب الوحيد، الذي جعلهم يتعرضون لهذا الذل، كما يصفون واقعهم. حتى أن بعضهم، يضع طاولته، على الدرج، أو في مداخل البناء، للقراءة.

في الوحدة 14، المخصصة للطالبات، فاق عدد ساكنات الغرفة الواحد، الـ11 طالبة، "ما من حل لنا سوى السكوت، كأننا في سجن، ولا مكان لأغراضنا وكتبنا، شيء مقرف، ولكن لا حل بديل" تقول بعض الطالبات.
اقرأ أيضاً: العثور على جثة طالبة مشنوقة داخل المدينة الجامعية بدمشق

التقت روزنة بالعديد من الطالبات في تلك الوحدة، لسان حال معظمهن يتحدث: "لا يوجد أسرّة كافية، تشترك كل طالبتين على سرير تحت عنوان طالبات كلية الآداب".

بسبب هذه الظروف المعيشية، البعيدة عن أي جو مناسب للدراسة، تؤكد الكثير من الطالبات، أنهن لا يدرسن إلا في وقت الامتحانات، "التمييز هو سيد الأحكام في هذه المدينة"، توضح إحداهن.

شراء الوصول!

الأحوال المأسواية، والتناقضات، أجبرت الطالبات في الوحدات غير المدعومة، على شراء وصل كل طالبة، لا تريد أن تقطن في المدينة، بحيث تأخد مكاناً وهمياً في  الغرفة، ليصبح العدد أقل، وبهذا الحل، يصبح العدد عند المشرف على توزيع الغرف، مكتملاً، ولا يزيد في الغرفة.

ومن أسباب هذه المشكلة، أن معظم مديرات وحدات سكن البنات، يأخذن عدداً من الغرف المجاورة لبعضها، ويقطنّ مع عائلاتهن، بعد أن يقمن بعزلها في باب، لتصبح كمنزل مستقل، يدخلن إليه هن وعائلاتهن من الباب الخلفي، كمديرات الوحدة السادسة والرابعة والخامسة، وهذا كله على حساب طالبات لا يعرفن الراحة.

وحدات 5 نجوم!

بعيداً عن مآسي الوحدة 14 وغيرها، توجد وحدات سكنية بالمدينة أفضل بكثير، مثل الخامسة، التي تتمتع طالباتها بأسرّة من خشب، لطالبتين أو ثلاث في الغرفة، ومكان مخصص لأغراضهن، وجو مناسب لدراستهن.

هذه الوحدة، هي حلم كل طالبة لما فيها من دعم ونظافة وهدوء، وجو مناسب للدراسة، كما تدعوها الطالبات: "وحدة الطالبات العرب والمدعومين". ويبدو الأمر كذلك!

آلاء طالبة طب، تقطن بغرفة مخصصة لشخصين تقول:" أنا واسطتي كبيرة، ولا أحد يستطيع إخراجي من هنا، حتى أنهي دراستي، وأنا أقرر وأختار أي طالبة أو صديقة لي تناسبني، وتشاركني غرفتي، ولا أحد يستطيع منعي أو إزعاجي".

نقل الطلاب إلى الطبالة!

المشكلة الأهم، التي كانت حديث المدينة الجامعية  في دمشق، للموسم الدراسي الحالي، هي قرار نقل طالبات كلية التربية والعلوم السياسية، الى المدينة الجامعية في الطبالة، على طريق المطار. بحجة أن وحدات السكن الجامعي بالمزة، لم تعد تستوعب طلاب دمشق، إضافة إلى طلاب جامعتي حلب والفرات، الذين لا يستطيعون الذهاب لجامعاتهم، بسبب الحرب الراهنة.

هيا، إحدى طالبات العلوم السياسية بدمشق، التي تم نقلها إلى سكن الطبالة قسراً، تتساءل: "لماذا لم ينقلوا طلاب حلب والفرات وغيرهم؟ ولماذا علينا نحن طلاب دمشق دفع ثمن راحتهم؟".

وتضيف هيا: "لا فرق جوهرياً بين المدينتين بالخدمات، وربما سكن الطبالة أفضل، لكنه يقع في منطقة خطرة ويرتب علينا وقتاً أكثر ومصروفاً ومواصلات أكثر".

احتجاجات دون جدوى!

لم ينفع احتجاج الطالبات على هذا القرار، بأن طريق المطار معرض للخطر، ولم تستطع البقاء في المدينة الجامعية بالمزة، غير التي تمتلك واسطة تدعمها، أو تنتسب لاتحاد الطلبة.

هبة، طالبة بالعلوم السياسية، ترجت مديرة الوحدة 14، للبقاء في غرفتها، وعدم نقلهل للطبالة، وكان رد المديرة: "انتسبي للاتحاد والتزمي بتعليماتي، لتضمني بقاءك، وإلا سيتم نقلك كغيرك".

لكن، لم تجد الطالبات أي حل سوى تنفيذ هذا القرار، رغم أن كليتي التربية والعلوم السياسية، تقعان في البرامكة، التي هي أقرب للمدينة الجامعية في المزة، وأكثر أمناً للطالبات في وضع كهذا.

وبالتالي، ما من مستجيب لطلباتهن، ينتظرن الوعود من "د.محمد جمعة "، مدير المدينة الجامعية بالمزة، وعليهن خوض المخاطر كل يوم، بين منطقة الطبالة على طريق المطار، والبرامكة!

تدخل اتحاد الطلبة!

الأوضاع المعيشية، ليست الكابوس الوحيد على طالبات المدينة الجامعية التي تأسست عام 1962 م، بل ثمة مصاعب كثيرة، وتفاصيل مزعجة، ربما لا تحتمل، فاتحاد طلبة سوريا التابع لحزب البعث، لا يقوم بتوزيع الغرف كما يحلو له وحسب، بل يجبر جميع الطلاب، على حضور المناسبات الوطنية لدى النظام السوري، قسراً، والا يعاقبوا.

وبحسب إحدى الطالبات، فإن أعضاء الاتحاد، يدخلون على الغرف السكنية، ولا يخرجون، إلا والطلاب معهم، لحضور مثل تلك المناسبات. 

وتوضح الطالبة، التي تقطن في الوحدة السادسة: "مشرفة وحدتنا تدخل علينا وتجبرنا على النزول الى ساحة المدينة، أثناء المناسبات الوطنية، كذكرى تأسيس الحزب وعيد الجيش، وما يشابه ذلك، وإذا رفضنا النزول، تقوم بسحب البطاقة الجامعية ووصل السكن".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق