"تجار الأزمات" ينشطون في هدنة الزبداني

"تجار الأزمات" ينشطون في هدنة الزبداني
تحقيقات | 03 ديسمبر 2015

أكثر من شهرين، والهدوء يعم الزبداني بريف دمشق، بعد سريان هدنة وقف إطلاق النار، بين قوات المعارضة، وجيش النظام السوري والمسلحين التابعين له، لكن أحوال الأهالي، من سيء إلى أسوأ!

"ابنتي بدأت بالبكاء لأشتري لها بسكوت بسعر سبعمئة ليرة، هذا شيء غير معقول من 15 ليرة للسبعمئة ليرة،". تقول سعاد، التي تعيش في الزبداني حالياً.

وتضيف سعاد في حديثها مع روزنة: "ظروف الحياة صعبة وكل البضائع غالية، المعونات دخلت إلى المدينة كان من المتوقع أن تنخفض الأسعار لكن حدث العكس، احتكر التجار البضائع التي دخلت من الأمم المتحدة، وتم بيعها بأسعار غالية، ونقف في صفوف ليأتي دورنا لنشتري نصف كيلو من الأرز بثلاثة آلاف ليرة".

ليست البراميل وحدها مصدر القلق!

تعيش سعاد في الزبداني، وتؤكد، أن براميل النظام السوري وآلته العسكرية، ليست هي مصدر القلق الوحيد لأهل الزبداني وريفها، بل الخبز أيضاً، والقمح والرز، وحتى الحطب، كلها باتت أسلحة تهدد المواطن وهواجس تشغل فكره، بحسب تعبيرها.

منذ أن أحكم النظام حصاره على المدينة، باتت حتى أساسيات الحياة رفاهية، لا طائل للمواطن للحصول عليها، فكان المدنيون في الزبداني فريسة القصف وطمع التجار، كما يرى البعض.

هل يوجد تجار أزمة؟

يقول أهالي المدينة إن التجار المحتكرين للبضائع، ليسوا أقل بطشاً من النظام، لاسيما وأنهم يمنعون دخول أي مواد إلا بضائعهم، التي تمر عن طريق مسلحين تابعين للنظام، فيتحكمون بأسعارها.

وحول ذلك توضح أمل ابنة الزبداني: "التجار يتناسون أنهم يعيشون في منطقة محاصرة كلياً من قبل النظام، نحن في مضايا نعاني بشكل كبير من قصة احتكار البضائع، حيث يتفق أربعة أو خمسة أشخاص مع أحد عناصر النظام و يدخلونها بسعر عادي ثم يبيعونها بأسعار عالية".

وتتابع أنه بعد ذلك: "يتم تقاسم الأرباح فيما بينهم، وطرح البضاعة بكميات قليلة وأسعار غالية، مثال كيلو القمح بستة آلاف والأرز بخمسة آلاف والسمنة بخمسة آلاف، من المستحيل على الشخص العادي شرائها".

فاكهة الشتاء.. حلم!

مع حلول الفصل البارد، ازدادت مخاوف المواطن في الزبداني وجارتها مضايا، خصوصاً وأن فاكهة الشتاء، باتت أشبه بحلم يراود أبناء الزبداني، بعد أن استغل التجار حاجتهم للوقود والحطب فاحتكروهما، للبيع بأسعار لا يستطيع المواطن دفعها.

أم محمد تحدثت لروزنة عن مخاوفِها من فصل الشتاء، الذي لا يرحم أحداً كما تقول، موضحةً : "بدأ فصل الشتاء وأصبح الجو بارداً، لأن مضايا منطقة جبلية يجب علينا الاستعداد لهذا الفصل، مع ظروف الحصار لم يستطع أحد تأمين أي وسيلة للتدفئة".

بحسب أم محمد، نفذ المازوت تماماً من مضايا، ولا يتواجد حطب إلا القليل منه، فسهل مضايا، تحت سيطرة قوات النظام. والشراء، صعب على الأهالي.

وتتابع: "الشخص العادي لا يستطيع أن يشتري أي وسيلة للتدفئة، بسبب توقف أعمالهم نظراً للحصار المفروض علينا، وسنستقبل الشتاء بهذه الظروف الصعبة".

وليس فقط المازوت يتم التلاعب بأسعاره على ما يبدو، فحتى الحطب، رفع التجار أسعاره أضعافاً مضاعفة، رغم أنه وبحسب ما قال لنا أبو أحمد المقيم في الزبداني، تتم سرقته من مناطق أخرى، ليطرح في سوق المدينة بأسعار لن يستطيع إلا القليل من المدنيين امتلاكها.

وحول ذلك، يزيد أبو أحمد: "كان ثمن كيلو الحطب حوالي ثلاثين ليرة سورية في السنة الماضية، أما هذه السنة أصبح ثمن الكيلو بين 100 و 150، وثمن طون الحطب الأخضر 150 الف ليرة، علماً أن هذا الحطب مسروق من حرش بقين أو مضايا أو من السهل، أما المدنيون من غير المسموح لهم أن يأتوا بقشة واحدة من السهل، مع عدم وجود الغاز، ومنعهم إدخال أي شيء للطبخ".

ويختم الرجل كلامه: "هل يمكننا أن نعرف ماذا طبقو من بنود الهدنة؟ هؤلاء جمعوا المدنيين في الزبداني ومضايا وبقين وجعلو منهم أناساً محتاجين بمعرفتهم ربما أو بعدها، ولكن هناك سؤال وحيد، الهدنة وشروطها لماذا لم يطبق ولا بند منها؟".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق