تابع أهالي جنود جيش النظام السوري المخطوفين، عملية تبادل الأسرى في لبنان. حالة الاستياء العالية حمّلت بشار الأسد شخصياً مسؤولية إهمال ملف أبنائهم، على حساب تبادل المخطوفين الأجانب وجثثهم.
فُقد التواصل، مع مئات الجنود السوريين بجيش النظام، الذين قاتلوا في مواقع سيطرت عليها جبهة النصرة أو داعش أو إحدى فصائل المعارضة، بعد معارك مع النظام، ولم تصل لأهاليهم أي أخبار عنهم، وأغلب الذين قتلوا منهم، لم يستلم ذووهم جثثهم.
أكثر من ألفي شاب مسلح في كلية الشؤون الإدارية، ومدرسة المشاة بحلب، تم أسرهم عند انسحاب جيش النظام من المنطقتين، ولم تتم حتى هذه اللحظة، أية خطوة، لمبادلتهم أو "تحريرهم"، أغلب أهاليهم فقدوا الأمل برجوعهم، بعد سنوات وأشهر على الغياب.
جانيت والدة 'جورج"، خريج كلية الأدب الانكليزي جامعة تشرين، تقول لروزنة: "ابني كان في السنة الثانية من خدمة العلم الإلزامية في كلية الشؤون الإدارية بحلب، عندما تعرض مع رفاقه للهجوم وتركهم الضباط المسؤولون عن الحماية.. لم يستطع الخروج".
وتضيف: "نحن لهذا اليوم لم نستطع الوصول إليه، كل ما نعرفه أنه تعرض للخطف مع أكثر من 300 شاب من رفاقه، وجبهة النصرة تطلب مقابلهم سجناء لدى الأمن السوري، كل أسبوع أذهب لوزارة المصالحة في دمشق لأسأل عن أي تطورات تخص موصوع التبادل دون أن أصل لنتيجة".
استياء بين الأهالي!
حالة الاستياء من قيادات ومسؤولي النظام في مدينة اللاذقية، وصلت لدرجات عالية، حتى طالت في بعض الأحيان، بشار الأسد، وحملوه شخصياً مسؤولية إهمال ملف أبنائهم، على حساب ملفات أخرى، كالزوار اللبنانيين الشيعة، والجنود اللبنانيين، والإيرانيين، ومسلحي حزب الله .
"رأيت فيديو فيه طفلتَي على القنوات المعارضة، عندما طالبنا برجوع أطفالنا ونسائنا أجابنا المسؤولون الأمنيون بأن الدولة لا تتنازل وتتفاوض مع الإرهابيين"، يقول أبو علي، وهو والد طفلتين خطفتا في ريف اللاذقية، من قبل جبهة النصرة.
ويوضح الرجل: "عندما أرى اليوم تفاوض الدولة مع المسلحين لاستعادة الأسرى اللبنانيين، وأسرى حزب الله، أحس بأن الدولة تستغلني وتستغل أطفالي".
مكافآت لمهام روسيا!
نصف مليون ليرة سورية، كانت المكافأة التي تلقاها كل عنصر من قوات الكوماندوس التابعة للنظام السوري، التي شاركت بعملية تحرير الطيار الروسي في ريف اللاذقية، بعدما أسقطت تركيا طائرته الشهر الماضي.
ونجم عن الأمر، استنكار كبير من أهالي الشباب المحتفظ بهم في الاحتياط بقوات النظام، الذين يعوضون بخمسة عشر ألف ليرة سورية شهرياً فقط، كل حالات الاعتراض على تصرفات القيادات الأمنية التابعة للنظام، لم تعد في الخفاء، فهي حالة عامة وحديث عادي تسمعه في أي بيت في اللاذقية أو ريفها.
سارة ابنة الستة أعوام تجيب عند سؤالها عن والدها: "بابا في عمله لم يأت منذ زمن طويل، لم يحضر أعياد ميلادي الثلاثة".
أما والدتها فتقول: "زوجي كان سائقاً لسيارة شحن، ينقل مواد بناء من ريف دمشق للاذقية، عندما تعرض للخطف على طريق حمص"، مضيفة: "تلقيت يومها اتصالاً من عنصر في جماعة مسلحة، يطلب مني التواصل مع أخ زوجي الضابط في الأمن العسكري في دمشق، للإفراج عن أحد المعتقلين لديهم، لكن هذا الأمر لم يتم وانقطع الاتصال بيني وبين زوجي منذ ذلك الوقت".