بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تحدثت "روزنة"، يوم الأربعاء، مع الصحفية السورية "سوريا"، والتي كان لها تجربة سابقة مع الاعتقال في سجون النظام السوري، وروت بعض الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة داخل الزَنازين.
وقالت "سوريا": "أنا من الصحفيات اللواتي تعرضن للاعتقال في فترة معينة وتم أخذي إلى الفرع الأمني.. بداية أريد القول أن أول انتهاك تتعرض له المرأة في المعتقل، بمجرد وصولها للفرع الأمني، إن كانت متهمة أم لم تكن، يتم تعريتها من الملابس تماماً، وهو أمر يؤذي نفسية المرأة وكرامتها بشكل كبير، حيث يتم تفتيشها بشكل عاري، أمام السجان ورئيس السجن هو بنفسه يقوم بتعريتها وتفتيشها".
وأضافت الصحفية السورية، في اتصال هاتفي مع روزنة، "من إحدى هذه المشاهدات الخاصة، والتي تنتهك ليس فقط حقوق المرأة بل الإنسانية، كان هناك عدة نساء في فترة النفاس، أي الولادة الحديثة داخل الزنازين".
وتابعت قولها: "كانت إحدى السجينات في عمر العشرينات ولم يمض على ولادتها سوى أسبوع، حيث تم اعتقالها من أمام مركز عملها، والمؤلم أنها تركت وليدتها في المنزل نائمة وكانت متجهة لمكان عملها لتقديم إجازة الأمومة، حيث فوجئت بعناصر الأمن الذين قاموا باقتيادها لفرع الأمن، واذكر كم عانت من الحمى والهلوسات فيما لم تكف عن السؤال على وليدتها".
مؤسسات مساعدة المرأة
أما عن عمل المنظمات والمؤسسات الرسمية، التي تعمل على مساعدة المرأة ومتابعة أوضاع النساء المعنفات، حدثتنا السيدة صباح حلاق، من رابطة النساء السوريات، عن موضوع "الحد من استخدام المرأة كسلاح حرب".
وأوضحت حلاق، في حديثها مع روزنة، "نحن نعمل على توثيق كل أشكال العنف التي تتعرض لها النساء من جميع الأطراف، وليس فقط النظام الذي يعتبر حتماً أكثر الأطراف التي تمارس الانتهاك والعنف، وللأسف لدينا أيضا جهات مسلحة أخرى تمارس العنف على النساء كالقتل والاغتصاب والاختطاف".
وأضافت "صباح حلاق"، "نحن نوثق لدى منظمات دولية كما آمنستي والشبكة الأور-متوسطية لحقوق الإنسان، ونرفع هذه التقارير الموثقة إلى الأمم المتحدة سواء في نيويورك وجنيف، للتحدث عن هذا الموضوع مع الاتحاد الأوربي للضغط على الحكومات وكل الجهات لوقف أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة".
وأشارت السيدة "حلاق"، إلى أنه "في داخل سوريا وللأسف نحن نفتقد، منذ عام 2011 إلى مراكز إيواء، وكان هناك مركز واحد تابع لراهبات الراعي الصالح وهو قطاع خاص"، مضيفةً "في دول الجوار وخصوصاً في لبنان، هناك مراكز للإيواء والدعم نفسي، تقدم المساعدة لمثل تلك النسوة، لكن وبحجم هذه المأساة التي تعيشها النساء أستطيع القول إنه لايوجد الدعم الكامل الذي يقدم الحماية لجميع النساء المعرضات للعنف".
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن أكثر من 20 ألف امرأة قتلن في سوريا، منذ عام 2011، نحو 19 ألفاً منهن قتلن على يد النظام السوري، وذلك في تقرير أصدرته، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أمس.
وفي تقرير حمل عنوان "المرأة السورية في وسط الإعصار"، عملت الشبكة على توثيق مختلف أنواع الانتهاكات ضد المرأة، من قبل جيش النظام، والقوات الكردية، والتنظيمات المتشددة، وفصائل المعارضة المسلحة، وقوات روسيا والتحالف الدولي.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)