المشافي الميدانية.. أعداء طيران النظام السوري!

المشافي الميدانية.. أعداء طيران النظام السوري!
تحقيقات | 26 نوفمبر 2015

تعرضت عدة مشافٍ ميدانية، للقصف المباشر من طيران النظام السوري، وحليفه الروسي، في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بريفي إدلب وحماة، ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة، فيما تم نقل أخرى إلى أقبية حفرت تحت الأرض، وقتل وجرح أطباء ومسعفون خلال القصف.

المواطن عادل من  معرة النعمان بريف إدلب، تعرض لإصابة بسبب قصف الطيران، "أسعفني الناس إلى إحدى مشافي المعرة، ورغم قلة إمكانيات المشفى وقلة المواد الموجودة، لكنهم عالجوني وعالجوا باقي المدنيين"، يقول عادل.

تبرز أهمية المشافي الميدانية، في مناطق المعارضة، من خلال اعتماد الأهالي المتواجدين هناك عليها، بشكل رئيسي، خاصة بعد انهيار البنى التحتية لمعظم المشافي الحكومية.

أعداء النظام السوري!

"الوسط الطبي كان من ألد أعداء النظام، فالجريمة إسعاف أي متظاهر أو مصاب من القصف الذي يشنه النظام" يقول الطبيب حسين الأعرج، مدير صحة حماة التابعة للمعارضة.

ويضيف في حديثه لروزنة: "لدينا الآن عدة مشاف ميدانية في ريف حماة، خرج من الخدمة ثلاث منها، وهي العقيربات والوسام والقلعة، بينما هناك قسم من المشافي تضرر بها البناء فاضطررنا لنقلها إلى مباني أخرى".

حلول حماية

خسرت مديرية الصحة بحماة، أكثر من 15 بين طبيب وممرض، قضوا بقصف طيران النظام المتكرر للمشافي الميدانية، ما أجبر مدراء المشافي، على اختيار الأقبية المحفورة تحت الأرض مكاناً جديداً لعملهم، احترازاً من خطر القصف ومكاناً آمناً لمعالجة المصابين.

ويؤكد الأعرج، أن اللجوء إلى الأقبية بريف حماة، جاء على مرحلتين، الأولى، بنقل المشافي إلى المغارات الموجودة في الجبال، بينما الثانية، تمثلت بفتح حفرة ثم نقل المشفى إليها، وردم الحفرة، بحيث تكون محصنة، ويضيف: "لدينا الآن ثلاثة مشاريع بهذا الاتجاه، من أجل المحافظة على حياة الكوادر الطبية".

كيف الوضع في ريف ادلب؟

في ريف إدلب، تعرضت مشافيها الميدانية إلى قصف مركز، أدى إلى خروج بعضها عن العمل، في حين تحطمت المعدات الطبية، وخسرت المشافي عدداً من كوادرها الطبية والمصابين الذين يتلقون العلاج فيها.

وتعرض مشفى سرمين الواقع، لقصف من الطيران الحربي التابع للنظام، أدى لمقتل 12 مدنياً بينهم اثنين من الكوادر الطبية.

الطبيب محمد تناري مدير مشفى سرمين، أوضح تفاصيل قصف المشفى: "تعرض المشفى لغارتين جويتين، الفرق بينهما عشر دقائق، ما أدى لمقتل 12 شخصاً ضمنهم المعالج الفيزيائي حسن تاج الدين، وأحد عناصر الحرس خلدون أبودان، ومسعف في الدفاع المدني، أما الباقي فكانوا مدنيين بينهم أطفال".

ويضيف، أن المشفى تعرض لأضرار كبيرة، فبعض الأجهزة تعطل وتحطمت عدة جدران بها.

تركيز روسي على المشافي!

الشاب محمد، أصيب بسوق شعبي إثر قصفه من قبل طيران النظام بصاروخ، ويؤكد أنه بعد الإصابة، تم إسعافه لأحد المشافي الميدانية، فبقي هناك ستة أشهر، وخضع لعمليات جراحية.

الطبيب منذر الخليل، مدير صحة إدلب، يتهم الطيران الروسي بتركيزه في القصف على المشافي الميدانية في ريف إدلب، مضيفاً: "الطيران الروسي قصف مركز التمانعة الصحي ومشفى الأورينت المتواجد في كفرنبل إضافة لقصفه مشفى سرمين".

مصاعب أمام الأطباء!

يواجه الأطباء معاناة كبيرة، إثر فقدانهم لبعض الأدوات الطبية، التي تعطلت بسبب القصف على المشافي الميدانية، بريفي إدلب وحماة، ما جعل بعضها خارج الخدمة.

يقول الموثق الإعلامي لدى مشفى اللطامنة، عبادة الحموي: "المشفى أصبح خارج الخدمة للمرة الثانية بسبب قصف الطيران الحربي له، ما أدى لمقتل خمسة مصابين كانوا يتلقون العلاج، وإصابة ستة عناصر من كادر المشفى".

ويؤكد الحموي أن القصف، أدى إلى تدمير جهاز الأشعة وغرفة العمليات وأجهزة الإنارة وتوليد الكهرباء، ما تسبب بخروجها عن الخدمة.

ما هي الأولويات؟

بات تحصين المشافي الميدانية، وحمايتها من القصف، أهم الاحتياجات الحالية لمديريات الصحة بريف حماة وإدلب، حسب ما يرى الطبيب أحمد دبيس، مدير برنامج المشافي والرضوض في إقليم الشمال والتابع لمنظمة اوسوم Uossm.

يؤكد الدبيس أن الطيران الروسي استهدف في الفترة الأخيرة، أكثر من 13 نقطة طبية، منها في اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة، إضافة إلى كفرنبل وسرمين، بريف إدلب.

وتبقى المشكلة الأكبر، التي تعترض الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، هي عدم قدرة المشافي الميدانية، على تغطية وعلاج الإصابات التي تستقبلها، بعد كل عملية قصف، من قبل الطيران، تستهدف تجمعات المدنيين، في حين أثبتت المشافي الميدانية وجودها عوضاً عن تلك الحكومية إلى حدٍ ما.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق