"العثور على جواز سفر سوري، قرب مرمى ريال مدريد"، جملة تم تداولها بكثرة، على صفحات السوريين، في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليلة أمس.
تسع كلمات، تحمل في طيّاتها إشارات عديدة، أحدها، السخرية من خسارة فريق ريال مدريد الإسباني، على يد غريمه التقليدي برشلونة، في كلاسيكو إسبانية، يوم أمس، الخسارة ثقيلة، أربعة أهداف مقابل لا شيء.
أما الإشارات الأخرى، فكانت ساخرة، من إعلان السلطات الفرنسية، إيجادها جوازَ سفرٍ سوري، قرب أحد الإرهابيين، الذين قاموا بهجمات متفرقة في باريس الأسبوع الماضي، أودت بحياة أكثر من 120 شخصاً! السخرية اجتاحت صفحات السوريين، من حالهم، وأحوال المجتمع الدولي، وأصر الكثير منهم على القول:" أنا سوري، لست إرهابياً".
وكتب السوري ميلاد عطفة على صفحته بالموقع الأزرق: "هلق صار لازم نتضامن كلنا مع الريال و نحط الصور والعلم أي بيضميري"، ويحمل المنشور، ربما، إشارات إلى حملات التضامن مع ما جرى في باريس، حملات لم تكن كذلك، في كل ما جرى بسوريا ويجري، منذ خمس سنوات!.
وبعيداً عن موقف السوريين، من دول العالم الكبرى، ومواقف تلك الدول، من السوريين، وتضييق بعضها عليهم، فأبناء البلد، الذي تدور فيه الكارثة الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، المنسدل الستار عنها من عام 1945، وجدوا، ويستمرون في ذلك، مساحة من السخرية على واقعهم، المؤلم برأي معظمهم.
وتظهر المساحة تلك، في السخرية، التي تتحوّل إلى نوعٍ من الكوميديا السوداء، على المسرح السوري، فكتب حسام العيسى على صفحته الشخصية في الفيسبوك: "في بيان رسمي تنظيم #داعش يتبنى خسارة #ريال_مدريد". وهو ابن مدينة الرقة، التي تخضع لقبضة تنظيم "داعش" المتطرف.
ولم يغب عن بال السوريين، غزْلُ السخرية والنقد، على منوال حملة السحب للخدمة بجيش النظام السوري، التي أربكت معظم حسابات الشباب السوريين، في مناطق سيطرة النظام، بدمشق، ومدن الوسط والساحل، فبدأ الكثير منذ صباح السبت، يحذرون أبناء جلدتهم في الداخل، من مشاهدة مباراة الكلاسيكو، في المقاهي، فالأمن العسكري التابع للنظام، يتربص لهم، لسحبهم إلى الخدمة، أو الاحتياط، وبالتالي، لخوض المعارك!
من هنا، وبعد انتهاء المباراة، كتبت إحدى صفحات الفيسبوك السورية: "سألت رفيقي من مواليد الـ86 عن نتيجة المباراة قلي ما بعرف بالضبط، عين عالمباراة وعين عباب القهوة". العين الأخرى، تتحيّن فرصة الهروب، من الموت!