قال الباحث في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، هاني زيتاني، في لقاء خاص مع "روزنة"، يوم الأربعاء، إنه "من غير الممكن القول أن هناك إعلاماً حراً أو غير حر، نستطيع القول أنه يوجد إعلام موضوعي أو غير موضوعي"، مضيفاً: "إذا تحدثنا بالحالة السورية ومن خلال الدراسات التي قمنا بها في المركز قبل الثورة، والتوصيف والتفسير والنتائج لهذا الإعلام تبَّين من جهة معينة بأننا نستطيع أن نقول يوجد شيء من الموضوعية في الإعلام".
وشرح زيتاني في أول لقاء له بعد خروجه من سجون النظام السوري، عن عمله في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، والأبحاث التي كان يقوم بها، وهي جزء من المشروع الذي كان مطروحاً بالنسبة للمركز.
وأشار، إلى أن "المركز قام بمراقبة أداء الإعلام السوري في الانتخابات الرئاسية والتشريعية عام 2007 وكيفية تعاطيه مع هذا الحدث، وبحسب النتائج التي وصلت للمركز لم يكن هناك أي موضوعية، وكان هناك تقسيمات في الإعلام، فالموضوعية تتطلب التوزيع العادل لهذا الإعلام الذي لم يكن متوفراً"، حسبما قال زيتاني.
وأوضح الباحث السوري، أن "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، كان على مسافة واحدة من جميع المؤسسات الإعلامية بعد اندلاع الثورة السورية، وبالتالي إذا وقع انتهاك بحق مراسل أو صحفي أو مصور يعمل لصالح مؤسسات مؤيدة للنظام السوري، يتم رصد هذا الانتهاك، كما رصد أي انتهاك يتعرض له إعلامي آخر من أي طرف، فالموضوعية تتطلب أن يرصد أي انتهاك بصرف النظر عن الآراء".
وبين زيتاني، أن "العمل المدني لم يكن قبل الثورة السورية بالعمومية والشيوع الموجود بها حالياً، فعندما توجهنا لثقافة العمل المدني قبل الثورة السورية كان لدنيا رؤى مختلفة، أما الآن فأنا متخوف بشكل أو بآخر من هذه الحالة ومن هذا الشيوع، وتوجه الناس للعمل المدني أضع عليه إشارة استفهام، عدا عن ذلك هناك خلط كبير ما بين العمل المدني والعمل الأهلي، ففي الفترات الأولى من الثورة كان هناك جمعيات أهلية، بشكل أو بآخر تأخذ طابع العمل الخيري، أما حالياً متوجهين بالعمل المدني بهذا الشيوع"، متسائلاً: "هل ياترى هذا العمل يحمل الثقافة التطوعية بهذا الخصوص، أم هو البحث وراء المال، فنحن نعرف يجب أن يكون العمل المدني على مسافة من السلطة وعلى مسافة من المال من جهة أخرى".
وعن فترة اعتقاله قال الباحث السوري: "دخلت إلى المعتقل حالماً ومثالياً وخرجت واقعياً، فبلغة العلم الأطر النظرية، لاتكفي لكي تستمر، فالمفروض بأن يكون هناك تطبيق للنظرية على أرض الواقع، وبشكل أو بآخر جمعينا يجلس في مكتبه خلف الحاسوب ونقول نحن لامسنا الواقع ودرسناه، ولم نكن على تماس مباشر مع الحياة المعاشة للآخر، أما في المعتقل فأنت على تماس مباشر مع الناس ومع أطياف مختلفة من المجتمع، وهذه من النواحي الإيجابية للاعتقال".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)