لا تبدو أحوال اللاجئين السوريين، في تحسن، منذ أربع سنوات وحتى الآن، كل شتاء يأتي، يبدو كابوساً عليهم، وخاصة في دول الجوار السوري!.
جولة في مخيمات لبنان
تجولت "روزنة" في مخيمات البقاع اللبناني، هموم الخوف من البرد وما يحمله فصل الشتاء من قسوة ومآسٍ، تبدو واضحة جداً، على وجوه معظم اللاجئين.
"الشتاء قادم ولا نعرف ماذا نفعل، وهناك تسجيل لغياب كافة المنظمات التي نسمع بها على شاشات التلفزة"، يقول أحد اللاجئين السوريين بمخيمات البقاع.
ويضيف لروزنة: "الشتاء قادم ونحن عاجزون عن فعل أي شيء، ونتخيل أن ما سيحل بنا هذه السنة من مصائب، كـ السنة الماضية".
هذا الخوف، يبدو أيضاً على وجه اللاجئ محمد، الذي ترك بيته في بر الياس منذ شهرين، وانتقل مع زوجته وابنته إلى مخيم الساروت للاجئين، فجل همه الآن، تحصين الخيمة! وتمكينها، لحماية عائلته من الشتاء.
وحول وضعه، يشرح: "لم يبق أحد إلا وإقترضت منه مبلغ مال، لا أعلم ماذا أفعل خيمتي ليست جاهزة للمكوث فيها في فضل الشتاء فكيف سأسكنها؟ هذا ما لا ألعمه! ولا أعلم شيئاً آخر عن حاجتي".
خوف لا يفارق المكان!
خوف اللاجئين السوريين في لبنان، كبير، لا سيما بعد مرور عواصف السنة الماضية، وطوفان المخيمات، التي أدت إلى موت أطفال وإصابة الكثير منهم، ونقلهم إلى المشافي القريبة.
"سوف ندعم الخيمة، ونحضّر الحطب ومونة الطعام"، تؤكد أم عمار، اللاجئة في مخيمات بر الياس، وتضيف: "ما في شي من يلي ذكرته غير كم خشبة صغار، وما في حدا بيقدر يدعمنا، بس هي حاجاتنا".
أربع خيام حضّرت للشتاء بشكل فعلي، من أصل 25 خيمة، في مخيم برلياس، كاحتياجات تحمي اللاجئين، من قساوة الطقس لوقت قصير، كمواد للتدفئة وملابس وبطانيات، كما ذكر اللاجئ "أبو محمد".
ويوضح أبو محمد: "لكننا جميعاً في المخيم لم نحضّر عتاد الخيام استعداداً للعواصف الكبيرة، كالعام الماضي، التي من المحتمل أن تقوم بهدم المخيم كاملاً فوق رؤوسنا، إن جاءت هذه السنة، فالخيام أصبحت هشة من الشمس في صيف هذا العام".
أين جمعيات الإغاثة؟
العديد من الناشطين السوريين، شكلو فرق إغاثة للاجئين في لبنان، بعضها بجهود فردية، وأخرى بدعم من مؤسسات ومنظمات دولية.
مشعل حمود، من جمعية "سوا" للمساعدات والإغاثة، يقول لروزنة: "جميع أعمالنا الإغاثية لن تكفي كافة مخيمات اللاجئين في المنطقة"، مضيفاً: "لا يمكننا الاعتماد على المبالغ والمساعدات التي تصل إلى الجمعيات والمنظمات الإغاثية فقط، ولكن يجب أن يكون هناك مبادرات فردية من كل شخص يهمه مصلحة اللاجئين ومتعاطف مع أوضاعهم".
أما فريق "عيون سورية" التطوعي، فيعمل على مبادرة لجمع الثياب وتوزيعها على اللاجئين في المخيمات، كما أنه يركز على تدعيم البنية التحتية لمخيمات الجراحية.
وحول نشاطات الفريق، يقول علي أحد أعضائه: "فريق عيون سورية يسعى كما السنوات الماضية من أجل دعم أكبر قدر ممكن بمناطق المخيمات، كما يأمل ألّا تتكرر حوادث الكوارث كـ العواصف التي مرت في السنة الماضية".
وحالياً، بدأ الفريقان بحملتين لدعم مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، علّهم يخففون من قسوة الشتاء الحالي.
يذكر أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان، تجاوز المليون و300 ألف بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، منهم 400 ألف، في منطقة سهل البقاع، كما أنه يوحد 1300 مخيم للاجئين السوريين، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية.