لبنان.. العيش في حظيرة الحيوان

لبنان.. العيش في حظيرة الحيوان
تحقيقات | 19 نوفمبر 2015

تعيش 15 عائلة سورية، بمنطقة "بر إلياس"، ضمن البقاع الأوسط اللبناني، أحد أماكن تجمع مخيمات اللاجئين السوريين، الذين تخطى عددهم في لبنان عموماً، حاجز المليون ومئة ألف، نصفهم في أماكن إيواء دون المستوى المطلوب، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

غير مخصص للبشر وليس مجانياً!

مساحة المكان نحو 500 متر، غير مخصصة للبشر، بل لـ"الدجاج" والمواشي من "بقر وغنم"، وجدت تلك العائلات السورية فيها، ملجأً لها، وربما سيظن البعض أنها بالمجان لكن الإيجار، يصل شهرياً لمئة دولار!

"دُمر منزلي قبل عامين في ريف حلب، أتيت إلى لبنان مع عائلتي، ولا أحمل معي إلا ثيابي التي أرتديها، لم نجد مكاناً يأوينا إلا هذا"، تقول أم مصطفى، شارحةً قصتها، وما دفعها إلى القبول بالعيش في هذي الظروف.

وبصوت أرهقه اللجوء والغربة، تضيف:" المكان لا أستطيع وصفه، منزل أو خيمة حظيرة للحيوانات، أعاني من مرض في المثانة، وبحاجة لعمل جراحي، لكني لا أملك كلفته".

جولة بأشباه "المنازل"

تجولت روزنة في المكان، لا فرش يقي البرد، أفضل ما يمكن هو مدة رقيقة، معروفة لدى السوريين بـ"الحصير"، لكنها هنا، تبدو بديلة عن السجّاد، والموكيت، وغيره!

أما  خارج المدجنة، أو المكان المخصص للنوم مع المواشي! الوضع ليس بأفضل، فهناك خيم وبيوت في مهب الريح، تفتقد لأدنى الخدمات والاحتياجات الإنسانية، فلا مياه صالحة للشرب، ولا شيئ يقي ساكنيها من حر الصيف، وبرد الشتاء، ينتظرون أي بريق أمل ليعودوا إلى بيوتهم المهدمة في سوريا، فهي بحسب تعبيرهم، "أفضل لهم مما يعيشونه".

العمل بأي شيء.. لأجل الحياة!

الثلاثينية هبة، ابنة الحاجة أم مصطفى، تعمل هي وأختها فاطمة نحو ثماني ساعات يومياً، في الأراضي الزراعية المجاورة، تتقاضى كل واحدة منهما عن الساعة، دولاراً فقط.

"يستغلون ظروفنا وحاجتنا للعمل، فلا أخ لدينا، ولا أب"، تقول هبة، وتضيف بحرقة: " أحياناً نضطر لكي نأكل مما تأكل الحيوانات، من خضار تالفة، نقوم باختيار ما هو سليم بعض الشيء، فإن لم نفعل ذلك، من الممكن أن نبقى يومين بلا طعام، ودون أن يدري بنا أحد".

أما فاطمة، فتتابع وصف حياتهم، ومعاناتهم المستمرة بشكل يومي:" لا يوجد لدينا حمامات، فنقضي حاجتنا عن طريق أكياس النايلون، الوضع صعب هنا لا تأتينا مساعدات من أي جهة، والدتي مريضة وتحتاج لعلاج"، وتضيف:"نحن لا نحتاج سوى أدنى مقومات العيش، التي لم نرها منذ ثلاث سنوات"، تختم فاطمة حديثها.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق