المعونات في دوما.. بيع ومحسوبيات!

المعونات في دوما.. بيع ومحسوبيات!
تحقيقات | 17 نوفمبر 2015

عندما يقبع الناس تحت وطأة حصار خانق، لأكثر من أربع سنوات، كحال الأهالي في غوطة دمشق الشرقية عموماً، ودوما خصوصاً، فمن المؤكد، أنهم سيذهلون عند رؤية معونات إغاثية وغذائية، مجانية!.

الكثير من أهالي دوما، أصبح همهم الوحيد، التقاط ولو كسرة من الخبز، ليهربوا من أشد أنواع الموت قسوة.

ماذا عن المساعدات؟

يؤكد أحد العاملين في مركز لتوزيع المعونات بدوما، أنها قل ما تصل لكل المحتاجين، وتباع بسعر باهظ، من بعض الناس في المدينة!

وفي حديثه مع روزنة، يتابع: "في شهر رمضان الفائت تم إدخال معونات من قبل الهلال الأحمر إلى دوما، لكن للأسف هناك بعض الشباب وبدون ذكر أسماء، تابعون لجيش الإسلام قاموا بتخزينها، وبيعها في السوق بعد شهرين تقريباً بسعر 4000 ل.س".

يبدو أن سرقة المعونات الإغاثية، لا تتم فقط في حي البتوانة وسط مدينة دوما، بل في عموم الغوطة الشرقية، حسب عامل توزيع المعونات الذي التقيناه، فما أن تدخل المساعدات الإنسانية المدينة، حتى يستلمها على الفور أشخاص معنيون بالموضوع، ليقوموا بالتجارة فيها.

ويقول العامل: "أغلب الأهالي باتوا يعرفون أبو عامر، أحد مسؤولي التوزيع في حي البتوانة، كان يقوم إما بسرقة المعونة وبيعها ناقصة الكمية في السوق، أو بيعها لأقربائه بسعر معقول ليقوموا ببيعها لاحقاً بسعر أغلى بعد سرقة نصف محتوياتها". 

الضرورة تفرض شراء المساعدات!

وسط الحصار المفروض على دوما، والموت الحاصل يومياً، بالمدينة الأكبر في غوطة دمشق الشرقية، يضطر بعض الأهالي لشراء معونةٍ إغاثية رغم ثمنها الباهظ.

في سوق المدينة التقينا أحد أبناء دوما، والذي أشار إلى أن محتويات المعونة من بطاطا وطحين وسكر وغيرها من المواد، هي أرخص بقليل من سعر السوق، ما دفعه لشراء صندوق كامل من المعونات بـ4000 ل.س.

ولدى سؤالنا له عن هوية أولئك الأشخاص، الذين يبيعون هذه المعونات، أجاب بحدة: "لادخل لي بهذا الأمر، الأهم عندي ألا أموت جوعاً أنا وعائلتي، فخار يكسر بعضو".

تجارة المعونات!

من مسعفٍ متطوع، إلى مقعد على كرسيٍ متحرك، هذا ما آل إليه حال أبو محمد، أحد رجال مدينة دوما، التي يسيطر عليها جيش الإسلام، بقيادة زهران علوش.

"كيف لمعونات إغاثية أن تسرق وتنهب ثم تباع للناس المحاصرين، رغم وجود أطفال يمكن أن تموت جوعاً؟"، يتساءل أبو محمد، مستغرباً.

ويكمل حديثه عما وصفه بتجارة المعونات: "مازلت مستعداً للتضحية بما تبقى من جسدي من أجل الثورة ضد الظلم، ولكن أنا أرى أطفالي جوعى أمامي بعد أن أصبحت عاجزاً، وفقدت قدرتي على العمل، وهناك معونات تأتي من الخارج كإغاثة لنا، لتسرق، والكل يعرف من السارق، والله شي غريب".

من الجدير بالذكر، وبعد خروج قوات النظام من الغوطة الشرقية، لم يبق لدى منظمة الهلال الأحمر السوري، سوى نقطتان تعملان بشكل منفصل عن المنظمة، التي لم تقدم لتلك النقاط أي نوع من المساعدات، وتركتها تعمل وحيدة كأفراد، كما يؤكد المركز الإحصائي للغوطة الشرقية، والذي يقول إن المنطقة تحتاج شهرياً لمائة ألف سلة غذائية.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق