نقص التهوية، عدم العناية، والظروف المعيشية الصعبة، أهم الأسباب التي أدت لإصابة ثلاثينَ معتقلاً، في سجن حماة المركزي، بمرض السل!.
"روزنة" تواصلت مع عدد من المعتقلين، داخل سجن حماة التابع للنظام السوري، حيث قال أحدهم: "تفاجأنا منذ أسبوع بانتشار سعال شديد بين عدة أشخاص من المساجين، وخلال زيارة المساجين للطبابة المتخصصة للعناية بصحتهم، تم إهمال هذه الحالات، وإعطاؤهم فقط مسكنات ألم وأدوية مضادة للسعال".
وبحسب المعتقل، تطورت حالة المرض، في اليومين الأخيرين، وازدادت الحالات في عدة مهاجع وزنازين، حيث لوحظ ازدياد السعال الذي ترافق بخروج الدم مع البلغم، مضيفاً: "وبعد زيادة عدد الحالات ازداد التذمر من المساجين، ما استدعى مدير السجن لينقل المصابين إلى زنزانة جماعية، دون جلب أطباء مختصين للإشراف على الحالات المصابة".
لا نظافة.. وأمراض متنقلة!
عن ظروف السجن الصحية، والأدوية المتوفرة، يقول المعتقل أحمد: "نعاني من ظروف صحية سيئة جداً، حيث لا تتوفر مواد التنظيف اللازمة للمهاجع، كما أن الأطباء المشرفين على الحالة الصحية للمعتقلين، لايعطون أهمية للمصابين بأي مرض".
ويؤكد أحمد، أن الأدوية غير متوفرة والأطباء المتواجدون في السجن، ليست لديهم مؤهلات جيدة لاستيعاب كل الحالات أو معالجتها.
ويبدو أن أحد أسباب انتشار الأمراض، وخاصة السل، في سجن حماة المركزي، هو قدوم معتقلين جدد، من الأفرع الأمنية، التابعة لمخابرات النظام!
"منذ عدة أشهر انتشرت هذه الحالة، نتيجة العدد الكثيف للمعتقلين الذين يتم توزيعهم على المهاجع الضيقة، والتي تفتقد أدنى الشروط الصحية"، يقول محمد، أحد معتقلي سجن حماة.
ويوضح: "المعتقلون الجدد، يكون لديهم أمراض عديدة نتيجة ظروف المعتقل السيئة وغير المهوية، إلا أن إدارة سجن حماة، تقوم بفرز الجدد فور وصولهم إلى الزنازين، دون عرضهم على الأطباء المختصين، أو توزيع الأدوية عليهم".
منع إدخال الأدوية!
لا تكتفي إدارة سجن حماة المركزي، بإهمال أوضاع المساجين، وعدم الاهتمام بهم، بل أيضاً، قد تمنع إدخال المساعدات إليهم، من أهاليهم.
أم محمد، والدة أحد المعتقلين المفرج عنهم، من سجن حماة المركزي، تقول لروزنة: "خلال زيارتي لولدي في سجن حماة، تبين لي أنه مصاب بسعلة شديدة، وخلال لقائي بمدير السجن لإدخال الأدوية اللازمة له، تم منعي من ذلك".
وتتابع أم محمد: "بعد فترة قصيرة تم إخلاء سبيله، وفوراً قمنا بمراجعة طبيب مختص، حيث تبين أن لديه إصابة بمرض السل من الدرجة الثانية، وهو الآن يتعالج في مركز مختص في حماة للعلاج، ونترقب حالته السيئة".
أسباب مرض السل!
من أعراض السل، نقص في الوزن والشهية، الحمّى، والتعرق الليلي أثناء النوم، فعصيات المرض، تغزو مناطق مختلفة من جسم الانسان، كالجلد، الكليتين، العظام، والجهازين التناسلي والبولي، وتسبب موت العديد من الخلايا المناعية في الجسم.
ماذا عن أسبابه، وتحديداً داخل المعتقل؟ يجيب الدكتور علاء: "السبب الرئيسي لانتشار وازدياد هذا المرض، يعود إلى نقص التهوية في المهاجع أو الزنازين، وعدم تطبيق شروط العزل للمرضى المشكوك في إصابتهم بالسل، مع العلم أن جرثومة السل قادرة على إصابة شخص سليم بالعدوى، عن طريق استنشاقه ولو بكميات بسيطة من سعال مصاب بجانبه".
ويضيف الدكتور، أن الكثافة العددية بالنسبة للسجناء في معتقلات النظام، تساعد على انتقال السل بشكل سريع وكبير، موضحاً أن معالجة المرض، تحتاج لوضع المصاب في مراكز مختصة، لفترة لا تقل عن أربعة أشهر، يتخللها علاج متواصل، هذا للحالات الخفيفة!
ويؤكد: "أغلب الحالات المتواجدة في المعتقلات هي من النوع الصعب على العلاج، لأنها تحتاج إلى سنة تقريباً وبشكل مكثف في مركز متطور، كما أن هذا المرض هو السبب الرئيسي لموت الكثير من المعتقلين داخل المعتقلات السورية".
يذكر أن مراكز توثيق الانتهاكات السورية، وثقت العديد من حالات الإعدام الجماعي للمصابين بالسل، داخل الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، وذلك لعدم انتشاره إلى الزنازين الأخرى، أو إلغاء آثار وجود هذا المرض، الذي يعتبر من الأمراض الرئيسية المسببة بالوفيات داخل الأفرع الأمنية.