كثر الحديث عن رواج الدعارة في سوريا، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، التقت روزنة عدداً من اللاتي يعملن بتلك المهنة، في مدينة جرمانا بدمشق واسطنبول التركية، لتتحرى أكثر عن خفايا عملهن في ظل الأوضاع الحالية.
زوج هند دفعها للعمل!
ضباط من الأمن الجنائي بجرمانا، كانوا ضيوفاً ثقيلين على هند ذات الرابعة والعشرين عاماً كما تقول، والتي فضلت البوح بأسرار عملِها في الدعارة، بعد أن اعتزلت مهنتها وقررت الفرار من زوجها إلى مدينة اسطنبول التركية.
التقينا بها في المدينة التركية، وتحدثت لنا عما جرى معها: "بدأت قصتي عندما أقنعني زوجي أن صديقاً له يريد الزواج ومن الواجب أن نساعده للتخلص من خجله الزائد، واتفقنا على أن يزورنا في منزلنا كي نجلس سوية ونساعده على فك خجله، وبالفعل زارنا في إحدى الليالي، وتفاجأت عندما تركنا زوجي سوية في المنزل، صدمني صديقه عندما حاول التقرب مني وإرغامي على ممارسة الجنس، جربت الصراخ والبكاء لكن ما من جدوى".
"الله ينتقم من زوجي"، بهذه الكلمات تابعت هند حديثها، عن عملها السابق وأسبابه، فتهديد زوجها لها بالفضيحة أمام عائلتها، جعلها عاجزة عن مقاومته، ومستسلمة أمام الوضع المادي الصعب الذي يعيشانه، ما أرغمها على متابعة مهنتها.
تقول هند: "تتالت المرات التي كان زوجي يأتي فيها برجال إلى المنزل كي أمارس الجنس معهم، لم يكن بيدي حيلة وقتها، سايرت زوجي لأنني خفت من الفضيحة وأذية ضباط الأمن الجنائي الذين كانوا يزورونني، في حال تشهيري بالقصة".
ضباط من جيش النظام زبائن
تستحضر هند صوراً مازالت راسخة في ذهنها، واصفة إياها بالمقززة، فعلى عكس بقية الرجال الذين أتوا لزيارتها في منزلها، كان بعض الضباط يطلبون منها القيام بأفعال غريبة، وخارجة عن المألوف، كما تقول، مؤكدة تفاجأها في إحدى الليالي، بضابط نافذ رفضت التصريح باسمه.
وحول ذلك تروي هند: "كان يأتيني كثيراً بقصد المتعة، لكنه صدمني أول مرة عندما طلب مني ضربه بشدة، لكني تعودت عليه مع مرور الوقت وعرفت أنه يستمتع بالأمر".
وبعد أن ضاقت هند ذرعاً بزوجها ومهنتها التي أرغمت على مزاولتها كما تؤكد، قررت جمع بعض المال للهروب إلى مدينة اسطنبول، على أمل البدء بحياة جديدة.
هيفا: "ما حدا بيسترجي يقرب علينا"
أكثر من مائة ألف ليرة سورية اعتادت هيفا أن تجنيها شهرياً من عملها في الدعارة، شخصيات نافذة في النظام السوري، تتولى حمايتها وتأمين الشبكة المجهولة التي تعمل لديها، كل ذلك أكدته هيفا لروزنة، لدى لقائنا السري معها في إحدى ليالي عملها، بحجة الحصول على المتعة.
حاولت روزنة، معرفة المزيد عن هيفا "الدلوعة" كما تُلقّب في وسطها المهني، فقمنا بتوجيه بعض الأسئلة التي أجابت عليها بضحكات وتأفف مستمر: "ببساطة صديقتي هي من ساعدتني على إيجاد عملي الحالي، فقد كنت عاطلة عن العمل ومطلقة بنفس الوقت، فقد تزوجت شاباً كنت أحبه، لكنه طلقني بعد سنة متحججاً بعدم سعادته معي، بقيت هنا في جرمانا بعدما باعت عائلتي المنزل وسافروا إلى ألمانيا، وها أنا سعيدة بعملي".
إلحاحنا على هيفا لمعرفة سر اطمئنانها وراحتها، رغم مهنتها المحرمة قانونياً، جعلنا نستفسر عن الأمر، وكالعادة أجابت هيفا بثقة، رافضة ومصرة على عدم الإفصاح عن أية أسماء: "ما حدا بيسترجي يقرب علينا، نحنا هون ما بنخاف من شي، لأنو الست ليلى مأمنتنا عالآخر، الست ليلى هي المسؤولة عن هاد البيت وبتعرف شخصيات وضباط واصلين كتير.. أووف.. خلصت أسئلة".
شبان يبررون الدعارة
أسباب وغايات تدفع شباناً سوريين، لارتياد أماكن الدعارة في المناطق السورية، ولا سيّما بدمشق، فأحمد ذو الثامنة والعشرين عاماً يلازم زيارة تلك الأماكن في العاصمة، مرة كل أسبوعين، على الرغم من غلاء أسعارها بالوقت الحالي.
ويقول: "في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد وفقدان القدرة على الزواج نتيجة سوء الحالة الاقتصادية والمادية لأي شاب، لا أرى العيب في الذهاب إلى تلك الأماكن، على الأقل أشعر أن ضميري مرتاح كوني لا أتسلى أو أضحك على بنات الناس، كذلك أرفض أن تكون أية فتاة ضحية لشهوتي الآنية، باختصار أنا مرتاح لارتياد هذه البيوت".
حتى الآن، لا توجد احصائيات واضحة في سوريا، عن حجم وتفاصيل العمل بالدعارة، لكن من المعروف أن ممارستها تندرج في إطار القوانين المخلة بالآداب العامة والشرف، حيث يعتبر القانون السوري "الدعارة" -وكما يسميها-، جنحة تعاقب عليها الفتاة بالحبس من ثلاثة أشهر حتى ثلاث سنوات، في حين لا يعاقب الرجل الذي يرتاد أماكن الدعارة بأية عقوبة، ويكفي أن يصرح أمام القضاء أنه دفع مبلغاً نقدياً لممارسة الجنس، حتى يخلى سبيله فوراً، أما من يسهل الدعارة فيعاقب بالحبس حتى ثلاث سنوات حسب القانون.