النازحون في ريف حلب الجنوبي.. لا مساعدات والمأساة تكبر!

النازحون في ريف حلب الجنوبي.. لا مساعدات والمأساة تكبر!
تحقيقات | 03 نوفمبر 2015

موجة نزوح جماعية كبيرة لأهالي ريف حلب الجنوبي، مع استمرار المواجهات العنيفة، بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري.

عائلة أم حسين المؤلفة من ثمانية أشخاص، هربت تحت جنح الظلام من منزلها، في قرية عبطين، بعد تقدم قوات النظام إليها، ولم تجد بعد خمسة أيام من النزوح، خيمة تأويها.

تقول أم حسين في حديثها لروزنة: "عند اشتداد وتيرة القصف على قريتنا، اضطررنا للخروج من المنزل، دون أن نخرج شيئاً من الأثاث"، مضيفةً: "كان نزوحنا بعد منتصف الليل باتجاه العراء، ولولا أن أهل الخير أنجدونا بأغطية واسفنجات لكنا قضينا ليلتنا على الأرض".

ما عدد العائلات النازحة؟

العائلات النازحة من بلدات الحاضر، خان طومان، الوضيحي وبلاس، تخطى عددها العشرين ألفاً، ولم تحظى إلا العشرات منها على خيم نصبت على وجه السرعة، في الأراضي الزراعية جنوب حلب، البعيدة عن الاشتباكات.

اضطرت أم سالم وأولادها السبعة، للإقامة بين البساتين، وعلى أرصفة الطرقات، في ظل شبه غياب للمنظمات والجمعيات التي ترعى شؤون النازحين.

"خرجنا من المنزل بقوة السلاح بعد دخول قوات النظام إلى قريتنا ليلاً"، تقول أم سالم، موضحة: "أمضينا اليوم الأول من النزوح بين البساتين، وبعدها آوتنا عائلة في منزلها بقرية الحاضر، ليصعد الطيران الروسي من استهدافه لها، فاضررنا مجدداً للنزوح باتجاه بلدة أم الكراميل بريف حلب الجنوبي، ونقطن الآن في منزل مهجور لا تصله ماء أو كهرباء".

مبادرات اغاثية

في ظل هذه الظروف الطارئة، والصعبة، أطلق ناشطون في ريف حلب الجنوبي، مبادرة لإغاثة المنكوبين، الذين اضطروا لمغادرة منازلهم، تاركين فيها كل ما يملكون.

وتتضمن المساعدات، خيماً تتسع لعائلتين، ومواد غذائيةً وحليباً للأطفال، بالإضافة لتأمين نقاط طبية متنقلة، تقوم على رعاية المرضى والجرحى الذين أصيبوا أثناء النزوح.

الناشط ايراهيم العلي من ريف حلب الجنوبي، يقول لروزنة: "أطلقنا مبادرة لتقديم مساعدات عاجلة للنازحين، الذين أجبروا على الخروج من منازلهم، نتيجة حملة النظام العسكرية على ريف حلب الجنوبي".

ويضيف العلي: "حركة النزوح كانت كبيرة جداً وفوق قدرتنا، ولم نستطع تأمين خيم تكفي لعشرات العوائل، علماً أن العائلات التي نزحت بالآلاف، المنظمات والجمعيات الخيرية لم تؤد دورها الفعلي في مساعدة الهاربين من جحيم القصف، ونتمنى أن تقوم بواجبها على أكمل وجه، فسكان ريف حلب الجنوبي أساساً، يعانون الفقر وضيقاً في المعيشة".

تضامن أهلي

شدة المحنة، التي تمر بها القرى القريبةُ من خطوط الاشتباكات جنوب حلب، أظهرت تضامن الأهالي، فيما بينهم، فالمنزل الواحد بات يضم أربعة عائلات على الأقل.

أبو عامر يقطن في بلدة أم الكراميل بريف حلب الجنوبي، استقبل في منزله خمس عائلاتٍ من أقاربه وأصدقائه، "ما أقوم به واجب أخلاقي وإنساني، سيما وأن العائلات النازحة لم تجد مكاناً تنزح إليه سوى الصحراء والبساتين"، يؤكد الرجل.

رحلة النزوح ، مستمرة على ما يبدو، مع تواصل العمليات العسكرية، ويبقى النازح متسلحاً بأمل العودة القريبة إلى منزله ، هذا إن لم تدمره الآلة العسكرية.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق