لماذا يخاف بعض السوريين في السويد؟

لماذا يخاف بعض السوريين في السويد؟
تحقيقات | 31 أكتوبر 2015

رغم وصولهم إلى "الأراضي الأوروبية"، بقي الخوف ملازماً بعض السوريين في السويد، حيث بدأت العديد من المنغصات، تعكر صفو المكان الجديد، الذي حطوا فيه، باحثين عن الأمان.

في كامب محافظة Vastrås السويدية، تعرض عدد من السوريين لاعتداءات مختلفة، وتهجم بعض الشبان السويديين عليهم، بحسب طالب، أحد السوريين المقيمن في ذاك الكامب.

"تكررت هذه الحادثة على مدى يومين"، يقول طالب، وبعدها، تفاجأ اللاجئون في كامب "فاسترز"، بشعار النازية، موجوداً على الأرض، وسماع انفجار في الموقع، فيما، تستمر الشرطة السويدية في التحقيق حول الفاعل.

محاولات قتل!

عباس يقيم في نفس الكامب، أكد لروزنة، أنه تعرض لمحاولة قتل من قبل أحد السويديين، حيث أوقف سيارته في منتصف الطريق وأشهر مسدسه في وجهه دون سبب، "جئت إلى السويد هرباً من الحرب وبحثاً عن السلام"، يوضح الشاب.

ولم يكن ما جرى مع عباس، هو الأول من نوعه، فيوم 23 تشرين أول الحالي، أسمته السلطات السويدية باليوم الأسود، حيث قام شاب سويدي يدعى "انطون باتيرسون"، بدخول مدرسة "كرونان kronan " لتعليم اللغة السويدية للأجانب، في "ترولهاتان Trollhättan " جنوب غرب السويد، متنكراً بملابس الهالوين، وظن البعض أنها مزحة، لكن هذه المزحة، أودت بحياة ثلاثة أشخاص من أصول عربية.

وعن تفاصيل الجريمة تلك، قال زياد والد أحد الطلاب السوريين في مدرسة كرونان: "الشاب كان يحمل سيفاً أمام المرأى، ودخل أحد الصفوف ليقتل اثنين من الطلاب، ومدرس من أصل عراقي"، مضيفاً أن الشرطة أكدت أن هذه الجريمة، تنتمي إلى جرائم الكراهية وذات دوافع عنصرية متطرفة.

ثمة إيجابيات

رغم المشاكل مع بعض اللاجئين القادمين إلى السويد، إلا أن سوريين آخرين، يرون قرارهم بالقدوم إلى السويد، صائباً، لعدة أسباب.

"اخترت السويد بسبب سمعتها الجميلة في الدول الأوروبية، وهو بلد مواكب لكل الأمور الحديثة في الحياة"، يقول أحد اللاجئين، ويتابع، أن المجتمع السويدي رائع وإنساني، ورغم وجود بعض الصعوبات، إلا أنها تزول أمام المساعدات التي تقدم، من قبل السويد، للاجئين فيها. حسب قوله.

ويؤكد سوري آخر، أنه جاء إلى السويد ليكمل تعليمه، فهو خريج إحدى كليات التجارة والاقتصاد في سوريا.

إجراءات سويدية

نتيجة لسلسلة الاعتداءات على مخيمات اللاجئين، التي شهدتها بعض المحافظات في السويد من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة، قررت مصلحة الهجرة السويدية الحفاظ على سرية أماكن كمبات إيواء اللاجئين.

ومن الجدير ذكره أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، تم إحراق ما لا يقل عن 13 مركزاً من مراكز اللجوء، في جميع أنحاء البلاد. حيث يجري التحقيق في تلك القضايا، رغم ما يكتنفها من عدم وضوح حول كيفية بدء تلك الحرائق، أو فيما إذا كانت على صلة مع بعضها، الا أن الشبهات تشير الى أن غالبيتها جرت عمداً.

وبالرغم من كثرة الحوادث، إلا أن الحكومة السويدية، بقيادة أحزاب المعارضة، التي تضم كل من حزب المحافظين والشعب، والحزب الديمقراطي المسيحي، شهدت الاتفاق على صيغة نهائية حول منح تصاريح الإقامة المؤقتة للاجئين لمدة ثلاث سنوات، بدلاً من الدائمة، باستثاء العائلات، وسيتم تطبيق القرار نهاية عام 2016.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق