يبدو التعليم الجامعي، هدفاً وحلماً لدى الطلاب من اللاجئين السوريين في الأردن، بغية تأمين حياة ومستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم.
فلا يستطيع الطلاب السوريون، إكمال الدراسة في الجامعات الأردنية، كونها ليست مجانية، ولا يملك الأهل المال الكافي لدفع أقساط الدراسة، كونهم لاجئين، ولا تتبنى الطلاب السوريين، أي منظمات أو جهات دولية لدفع هذه الرسوم.
أنهت ابنتا اللاجئ السوري أحمد الحوراني المدرسة، وحصلتا على شهادة الثانوية عبر الامتحانات التي تجريها الحكومة السورية المؤقتة "شهادة الائتلاف"، فيما يرى الحوراني، أن وضع الطالب السوري في أسوأ حال.
وأوضح الحوراني أنه حاول استطلاع تكاليف الدراسة لابنتيه، في إحدى الكليات بالأردن، فتبين أن رسوم الدبلوم لعامين اثنين فقط تزيد على 1500 دينار أردني للطالب الواحد فقط، أي ما يقارب الـ 2100 دولار أمريكي، لا يملك الحوراني منها شيئاً.
حال بنات الحوراني، ينسحب على الطالب عبد الكريم، الذي أنهى دراسته منذ عامين، ويعمل الآن ليساعد والده في مصروف العائلة.
ويتساءل الشاب: "ماذا عليَ أن أفعل؟ المنح الدراسية قليلة ونادرة ولا توجد أي جامعات تدعم الطلاب السوريين أو تسمح لهم بالدراسة مجاناَ ولا أملك القدرة على دفع أقساط الجامعات".
لا يوجد دعم
"نظامُ التعليم الأردني لا يقدم أي دعم للطلاب السوريين، الراغبين في استكمال تعليمهم الجامعي"، يقول الناطقُ الإعلامي في وزارة التعليم العالي أسامة مساعدة، إلا أن بعض الطلاب السوريين يدرسون في الجامعات الأردنية بالمجان، وذلك حسب اتفاقيات قديمة بين حكومة النظام السوري والحكومة الأردنية.
ويضيف المساعدة: "بعض المنظمات تقدم بعض المنح للطلاب السوريين، إلا أن حالهم ليس بأفضل من حال الطلاب الأردنيين الذين لا يملك الكثير منهم القدرة على دفع تكاليف الدراسة في الجامعات".
وزارة التعليم في الحكومة السورية المؤقتة، وعبر مدير مكتب التعليم عيسى الغانم، أعربت عن عدم تمكنها من مساعدة الطلاب السوريين الراغبين في استكمال تعليمهم الجامعي، بسبب عدم وجود أي دعم دولي لعمل الوزارة.
وأكد الغانم أن عدد الطلاب السوريين الذين لم يلتحقوا بالجامعات أو المعاهد والكليات الأردنية، يقدر عددهم بـ 15 ألف طالب، بينما يتوقع الغانم أن يصل هذا العدد الى أزيد من 100 ألف طالب في الداخل السوري.
وأضاف الغانم: "الوزارة تعمل على إيجاد حل لهذه المشكلة، وتنوي إنشاء جامعة في الشمال السوري بتكاليف تكاد تكون مجانية، لاستيعاب الطلاب السوريين، ويستطيع الالتحاق بها كل من يستطيع الوصول إليها دون أية قيود".
أعداد الطلاب السوريينَ المتخلفين عن التحصيل الجامعي كبيرة في الأردن، بينما يصبح العدد مخيفاً، إن احتسبنا جميع الطلاب السوريين في مدن الجوار، رقم يوحي بمستقبل مجهول مرعب قادم، سيواجه سوريا، وأبناءها على ما يبدو.