تغيير رؤساء شعب التجنيد في دمشق والسفر "خيار وحيد"

تغيير رؤساء شعب التجنيد في دمشق والسفر "خيار وحيد"
تحقيقات | 12 أكتوبر 2015

لم يفلح حسّان في تكرار ما فعله داخل شعبة تجنيد القنوات خلال السنتين الفائتتين، حيث ألقت الشرطة العسكرية القبض عليه موجوداً قبل أيام أثناء محاولته تقديم مليون ومئتي ألف ليرة سورية رشوة، من أجل تأجيله دراسياً للعام الثالث على التوالي رغم أنه متخرّج من الجامعة منذ ثلاثة أعوام.

نفذت كل الاحتمالات من أيدي حسّان قبل ثلاث سنوات، وأنهى كل تأجيلاته الدراسية وتأجيل جواز السفر والتأجيل الإداري، ولم يبق أمامه إلا باب الرشوة التي كانت تزداد تدريجياً من سنة إلى سنة في سبيل الهروب من الخدمة الإلزامية، أو من الموت كما كان يسمّيها حسان.

لجأ الشاب ذو السابعة والعشرين سنة إلى "أحد مفاتيح شعبة القنوات"، وهو مساعد يتواصل مباشرة مع رئيس الشعبة، وطلب حينها مبلغ نصف مليون ليرة من أجل أن يؤجّل لمدة سنة، وتضاعف المبلغ في السنة التي تلتها ليمسي مليون ليرة كاملة، كان يقضي حسان طيلة أيامه ولياليه من أجل جمعها.

لكن الأمر لم يفلح في السنة الثالثة، حيث صدر قرار بتغيير كل رؤساء شعب تجنيد دمشق، الأمر الذي عرفه حسّان متأخراً، حين وضعت "الكلبشة" في يديه، وأخبرهم أنه من طرف رئيس الشعبة، فردّ عليه عنصر الشرطة العسكرية "معلمك صار بالسجن، وعم نلم كل الزباين".

انقطع حسّان عن التواصل بعد 24 ساعة من إلقاء القبض عليه، وآخر ما وصل لذويه أنه سيق للتجمع من أجل دورة تأهيلية على كيفية استخدام السلاح تستمر لمدة أقل من شهر، وبعدها يزجّ في واحدة من جبهات القتال.

ليس غريباً ما فعله حسان على ما تبقى من شباب دمشق، الفارين أو الهاربين من موت محتّم على واحدة من خطوط النار، فكلّهم يلجؤون لطريقة أخيرة قبيل التفكير بقوارب البحر أو أمواج المنية.

ويرغب الكثير من أقران حسّان وأصدقائه البقاء داخل البلاد لسبب أو لآخر، يتعلّق بذويهم أو زوجاتهم أو أطفالهم أو أعمالهم وأشغالهم، ويتركون السفر خياراً نهائياً، إلا أنه عند الكثيرين أيضاً، بات خياراً وحيداً.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق