على طول الشريط الحدودي مع تركيا، تقطن آلاف العائلات السورية، في خيم مصنوعة من النايلون، لا تقي من حرارة الشمس المرتفعة، حيث ترغم أهالي المخيمات على المضي خارج خيامهم، نحو أشجار الزيتون القريبة التي باتت ملجأهم الثاني.
أبو عدنان الدابقي، أحد النازحين إلى مخيم أكدة قرب اعزاز، يقول لروزنة: "منذ بزوغ الفجر لا نستطيع تحمل حرارة الشمس، لذلك نلجأ إلى البساتين ونستلقي في الظلال، وطوال النهار نبلل أنفسنا بالمياه كي نخفف من الحر الشديد".
ويشكو أبو عدنان من سوء الخدمات في المخيم، خاصة بسبب عدم وجود مستوصف طبي للحالات الطارئة، موضحاً: "الأطفال الذين يتعرضون لضربة شمس يحتاجون للمعالجة الفورية، وليس للانتظار ساعات، كي يأتي الباص وينقلهم للمشافي الميدانية".
تهديد للأطفال
قلة الرعاية الصحية في المخيمات، وازدياد ارتفاع درجات الحرارة، تسبب أمراضاً عديدةً الأطفال، منها مرض التهاب السحايا، والذي أودى بحياة الطفل يوسف حوراني، البالغ من العمر تسعة أشهر، في مخيم الإيمان في ريف حلب.
وينصح طبيب الأطفال سمير موسى وهو المشرف على المخيمات السورية، بالإكثار من شرب المياه الصحية، ويقول: "نظراً لتعرض سكان المخيمات للشمس ترتفع حرارة الجسم ويزداد التعرق بشكل كبير، مما يؤدي إلى انتكاس في عمل الكلى ويسبب بما يسمى ضربة الشمس".
ويرى الطبيب أنّ الحل الأمثل لهذا الموضوع، هو توفير المياه بشكل كبير في المخيمات، وشرب المياه بكميات كبيرة، خاصة للأطفال وكبار السن ومرضى السكر والضغط.
موجة الحر تضرب كل المخيمات
المخيمات السورية داخل الأراضي التركية لم تكن بمنأى هي الأخرى، عن ارتفاع الحرارة الشديد، وامتداده حتى شهر أيلول الحالي.
أبو النور لاجئ في مخيم كلس، يشكو هو الأخر من ارتفاع درجات الحرارة داخل الكرفانة كونها مصنوعة من الحديد، ويرى أن النساء والأطفال، هم أكثر من يعانون من موجة الحر الشديدة خاصة مع انقطاع المياه المستمر.
وبعد موجة الحرّ الشديدة، التي تعرض َلها اللاجئون، واستمرارها حتى شهر أيلول الحالي، قرر العديد من أهالي المخيمات بالداخل السوري، العودةَ لمنازلهم رغم ظروف الحربِ الصعبة.
ويبلغ عدد النازحين في ريف حلب، نحوَ مائتي إلف موزعين على عدة مخيمات، أكبرها مخيمُ معبرِ السلامة قربَ الحدود مع تركيا.