أيام مرت على المجزرة، ويبدو أن دوما لم تمت بشكل كامل، المشهد الدموي بالمكان، تكرر هذا الأسبوع، مراسل روزنة، جال في سيارة الإسعاف، ليساعد بإنقاذ الأهالي، ولم ينسَ الكاميرا، ليوثق وينقل صور وأصوات الناس.
"وقعنا على الأرض من عزم قصف الطيارة، شفت الأشلاء، بلشت أسعف بهالعالم"، يقول أحد أهالي دوما، بلكنته المحلية، وهو يشرح لروزنة، أولى لحظات المجزرة، التي وقعت يوم الأحد 16-8-2015.
يضيف الرجل في حديثه، مشيراً إلى قوات النظام:" هدول ما بيقدروا على اسرائيل، ما بيقدروا غير على شعبون، هدول آخرتن وسخة".
ولم يكتفِ ابن المدينة، بهذا القدر، فبين ركام محل الخضروات الذي يملكه، وتدمر من القصف، ينهي حديثه: "عنا دولة خائنة".
صورة بأكثر من ألف كلمة
أكثر من 100 شخص قضوا، و550 جريحاً، بحسب المكتب الطبي الموحد بدوما، السبب قصف طيران النظام لسوق شعبي في المدينة الواقعة بريف دمشق، بعدها، لملم الناس ما بقي لهم من المكان، هنا طفل يحمل هموماً على كتفه تبدو أكبر منه.
وفي مشهدٍ آخر، رجل يبكي ما بقي له، فالجثث كثيرة، حتى لو لم يتعرف على المقربين منه، كل الناس سواسية تحت المجزرة، وخسارتهم لا تتجزأ، بينما رجال الدفاع المدني، ماكينات لا تتوقف عن الإنقاذ.
واستمرت روزنة بجولتها في المكان، بعد المجزرة، للتوثيق، فالمدينة الأكبر في ريف دمشق، خضعت لحصار فرضته قوات النظام السوري، حصار أشبه بمعتقل جماعي، لنحو تسعين ألف نسمة، وتخطى عمره الثلاث سنوات.
ماذا بعد المجزرة؟
بعد المجزرة يوم الأحد، لجأ الكثير من أهالي دوما إلى المزارع والعراء، خوفاً من القصف، وآخرون، تغير سكنهم، من المنازل إلى ملاجئ الأبنية، والبعض، ظلوا مستسلمين للوضع، وكما يقال بالعامية الدمشقية:" الي بدو يصير يصير".
وبحسب مراسل روزنة في دوما: "شهدت أيام الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، هدوء تاماً في شوارع المدينة، وبدأ النظام بعمليات تمشيط، عبر قصف كثيف بقذائف الهاون، والصواريخ، بأوقات متقطعة، كما شن عدة غارات".
وحول مجريات يوم الخميس، يوضح المراسل، أن وتيرة القصف خفت، وتحول التركيز على ما يبدو إلى حرستا، موضحاً، أن حظر التجول الذي استمر خلال الأيام الماضية، خف الآن بنسبة 50%، فالناس قرروا الاستمرار بالحياة.
لكن الخميس، شهد وقوع عدة ضحايا، رغم انخفاض مستوى القصف من النظام على دوما، عن بداية الأسبوع.
وتعليقاً على المجزرة، يتساءل أبو صبحي، الذي خسر محلّه فيها وشاهد أحداثها:" هل هذا عمل؟ هل تقبل الدول العظمى أن نتعرض لهذا؟"، سؤال من رجلٍ مسنٍ دوماني، يفتح المجال على سؤال آخر، يطرحه البعض:" استعراضات جيش الإسلام بغوطة دمشق، لماذا لا يستهدفها النظام السوري ؟".