اتهم ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في فرنسا، خالد عيسى، اليوم الأربعاء، في اتصال مع "روزنة"، الحكومة التركية باستهدافها الدائم للحركة الوطنية الكردية، داعياً تركيا إلى إنهاء عملياتها في الشمال السوري، ومؤكداً على قدرة وحدات "حماية الشعب" الكردية بمساندة التحالف على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وعلّل عيسى ضرب تركيا للمنطقة الواقعة بين جرابلس وعفرين والتي تُسيطر عليها داعش، لضرب الوجود الكردي في المنطقة، متهماً أنقرة بأنها تتعاون مع داعش وهي الآن تتحالف ضدّه في سبيل ضرب الأكراد، مشيراً إلى أنّ تركيا كان لها أشهر عسل مع النظام السوري، وأنّ الأخير اعتقل آلاف الأكراد بناءً على طلبها في تلك الأيام.
اقرأ أيضاً: حزب الاتحاد الديمقراطي ينفي لقاء قياداته بوزير الدفاع الإسرائيلي
وحول علاقة وحدات الحماية مع قوات النظام في الحسكة قال عيسى: "إنّ بقاء قوات للنظام في مطار القامشلي وفي المربع الأمني (شكلي)، ولن تقوم القوات الكردية بضربها، لأنها جزء من مؤسسات الدولة وبحكم أنهم لا يريدون الانفصال"، مؤكداً أن تغيير النظام ما يزال أولوية لدى حزبه.
عضو الائتلاف الوطني السوري عبد الباسط سيدا قال في اتصال مع "روزنة" إنّ التدخل التركي جاء بالتوافق مع التحالف، موضحاً أن لدى تركيا تحفظات حول التركيز على داعش دون النظام، ودون إقامة مناطق آمنة تكفل إعادة آلاف اللاجئين الذين يتدفقون إلى تركيا.
وعلّل سيدا تصريحات خالد عيسى بوجود قضية خلافية بين وحدات "حماية الشعب" الكردية وبين تركيا؛ بأنّه أتى بعد توقف العملية السياسية بين أنقرة وحزب العمال، وهذا ما انعكس على العلاقة مع أكراد سوريا، ونأمل بعودة الحوار السياسي الكردي التركي.
وأكد سيدا على أن المناطق الآمنة مطلب ثوري للمعارضة من أجل حماية المدنيين وممارسة حياتهم الطبيعية، مبيناً أن هناك أكثر من مليون طالب محروم من الدراسة، وهذا غير القضايا الصحية والخدمية وغيرها التي لا يمكن حلّها دون منطقة آمنة.
وختم سيدا بأنّ خطوة إقامة مناطق آمنة تُعطي مؤشرات بأن المجتمع الدولي بدأ يتعاطى بجدية مع المأساة السورية، ويتجه للتخلي عن سياسة إدارة الأزمة.
يُشار إلى أنّه وبعد سيطرة الأكراد على مدينة تل أبيض، بات الطريق مفتوحا أمامهم بين عين العرب (كوباني) والمناطق الكردية في أقصى الشمال الشرقي المفتوحة أصلا على إقليم كردستان العراق، وبدأ يبرز قلقٌ تركي يتعاظم من أن يتمدد الأكراد أكثر ويحاولوا إيصال هذه المناطق بمنطقة عفرين في أقصى الشمال الغربي بما يعني احتمال الوصول إلى البحر المتوسط، وبالتالي تغير بعض خرائط أنابيب النفط في المنطقة.
وعلى هذا الأساس فإن تركيا باتت ترى أن حدودها الجنوبية أضحت مع كيان كردي في شمال شرق سوريا، يستكمل ملامحه على الأرض على غرار ما جرى لإقليم كردستان العراق، ولعل ما زاد من المخاوف التركية هنا، هو أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يُعد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني هو صاحب هذا المشروع، وهي تعتقد أن قيادة حزب العمال الكردستاني التي تتخذ من جبال قنديل مقرا لها تقف وراء كل ذلك.