"من البسطة أو المحال، بوجود تنزيلاتٍ أو لا، ليس لنا قدرة على شراء أغراض العيد، الراتب بالكاد يكفي لتأمين الأكل، فكيف لحاجيات أيام العيد، التي يمكن أن يصل سعرها لراتب شهرين؟"، يتساءل وسام، المقيم داخل سوريا، ويعبر عن حاله هذه الأيام.
ويتابع رب الأسرى المكونة من 3 أشخاص: "كيف يمكنني شراء ملابس جديدة لابنتي التي لم يتجاوز عمرها 3 سنوات في العيد، ودخلي لا يتخطي 22 ألفاً وهي بالكاد تكفينا كمصروف خلال الشهر، العيد لن يزور بيتنا هذا العام".
بالأرقام
حال وسام، كالكثير من السوريين المقيمن بالداخل، وخاصة في دمشق والمناطق التي يسيطر عليها النظام، فهذا العيد، يبدو تحدّياً اقتصادياً، أكبر من إمكانات المواطن المتاحة.
تجاوز سعر بنطال الجينز الولادي حاجز الـ2000 ليرة، والكنزة 1500 ليرة، والفستان لا يقل عن 3000، هذه أسعار الأسواق الشعبية بدمشق، "الحريقة، الحميدية وبعض البسطات المنتشرة في طرقات العاصمة".
والغلاء وفقاً لسهر (ربة منزل) مقيمة بدمشق، "فاق كل التوقعات"، موضحة: "التجار بيضحكوا علينا بالرخصة، لكن هذه الرخصة وهمية، فالقطعة تسعر بـ5 آلاف ويقال أنها بعد التخفيضات بـ2500 ليرة، طبعاً الرقيب معدوم، والسبب دائماً جاهز، الأزمة والدولار".
أوكازيونات وهمية
بعدما فشلت في احتواء موجة الغلاء، منذ أربع سنوات، لم تجد حكومة النظام السوري حالياً، وقبل عطلة العيد، سوى تمديد فترة التنزيلات بالأسواق، لغاية نهاية عطلة عيد الفطر.
وحول ذلك، علق مصدر في وزارة التجارة، على قضية التنزيلات بتصريح لروزنة قائلاً: "أغلبية المواطنين يدركون أن التخفيضات وهمية وحتى الوزارة أيضاً، وإن كان هناك تخفيضات فهي لبضائع قديمة"، مضيفاً: "الوزارة لا تستطيع فعل أي شيء سوى أن تمدد فترة الرخصة وتعرض البضائع في مؤسسات سندس التي لا يشتريها أحد كونها رديئة جداً".
هل من حركة في الأسواق؟
أسواق دمشق ورغم الغلاء، إلا أنها تشهد حركة مقبولة، لكن هذه الحركة للترفيه، وفقاً لما قال همام والذي يعمل في أحد محال بيع الألبسة، حيث أوضح: "أن الناس بدأت تنزل إلى الأسواق بعد فترة الإفطار كنوع من التسلية، وليس بقصد شراء الألبسة".
ويعتبر همام، أسعار الألبسة ومستلزمات العيد مرتفعة، قياساً لدخل المواطن، وسبب الارتفاع، هو تضاعف معظم كلف الإنتاج والتضخم وتفاوت سعر صرف الدولار.
حلو العيد أغلى من غرام الذهب
حلويات العيد لم تسلم من الارتفاع، وتراوح سعر الكيلو بمختلف أنواعها، بين 5 آلاف و15 ألف ليرة، ما يعادل سعر غرام ونصف من الذهب، وذلك لارتفاع أسعار مكونات صنعها، التي تأثرت بدورها بالأزمة أيضاً.
تقول أم زهير ربة منزل: "إعداد المعمول (حلو العيد) أصبح مكلفاً جداً، فسعر كيلو الجوز البلدي تجاوز الـ3500 آلاف ليرة، والفستق الحلبي قارب الـ5 آلاف، وكيلو السمنة البلدي بأكثر من ألف ليرة"".
وإذا أردنا صنع حلو العيد، لعائلة مؤلفة من 4 أشخاص، فنحن بحاجة لـ10 آلاف ليرة سوري، كحد أدنى، وفي حال تخلينا عن الحلو واتجهنا لشراء الفواكه، فالمبلغ لن يكون أقل من ذلك.
الشوكولاته ممنوعة والقهوة مرة
أبو أنس صاحب أحد محلات بيع القهوة والشوكلاته، في سوق البزورية بدمشق، يؤكد أن الإقبال على شراء القهوة البرازيلية، قليل لسعرها المرتفع، والذي يصل إلى 1500 ليرة للكيلو، بينما هناك طلب على "القهوة المرة"، مفسراً ذلك بقوله: "وصلنا إلى مرحلة ما في بيت إلا وصار فيه شهيد، والناس بهي الحالة بتوزع القهوة المرة".
أما عن حركة بيع الشوكلاته ذكر أبو أنس، "أن بيعها مقتصر على ميسوري الحال، وأنهم يشترون كميات بسيطة وذات الجودة المتوسطة والتي يتراوح سعر الكيلو منها، بين 1500 و2500 ليرة".
نار وشاعلة
أسعار المكسرات والموالح، ليست بأفضل حال من الألبسة والحلويات، فسعر كيلو البزورات المشكل، يتراوح بين 2000-3500 ليرة، والفستق تجاوز الـ1000 ليرة.
يقول أبو خالد بلكنته الدمشقية: "العيد فرح، وعم نحاول نفرح رغم أصوات الرصاص والقصف، بس التجار لا عم يرحمونا ولا عم يخلو رحمة الله تنزل علينا، رضينا بأنه نشتري بزر دوار القمر للعيد، بدل البزر البلدي، بس حتى هاد النوع غالي، والكيلو وصل لـ700 ليرة، الدنيا نار وشاعلة، من وين بدنا نلاقيه ولا من وين؟!".