دراما "صرخة روح" الرمضانية، تروي قصص خياناتٍ زوجية وعائلية في المجتمع السوري، وتحصد نسب مشاهدات مرتفعة، بقدر ارتفاع الانتقادات لها.
لا يختلف اثنان على جرأة الطرح الجنسي في مسلسل خماسيات "صرخة روح"، فيما تتباين الرؤى حول "سخافة وانحطاط" توظيف المشاهد الحميمة، وبين تصوير واقع من الخيانة أدناها العلاقات غير الشرعية يعيشه السوريون، ولربما يماشي المسلسل حالات الشذوذ التي تسود كل ثنايا المجتمع السوري في ظل الأزمة الراهنة.
"المسلسل خرج شهر عسل مو شهر رمضان"، يقول رواد، طالب جامعي، ويتابع "مع انحدار طرح قضية الجنس بالمسلسل بيجوز العام القادم يحتاج لفك تشفير للمتابعة".
وتعتبر، صاحبة حساب " Ramei Hasan" على موقع (فيسبوك) أن العمل عبارة عن صرخة دعارة، مشيرة إلى أن مثل تلك المسلسلات تشجع على الانحراف، وأصحابها يدعون معالجة أزمة ونقل الواقع.
"سمر سمورة"، تقول "نحن بحاجة لندعم بعض ولنوثق ببعض مول حتى نكرس مفهوم الخيانة ويصير هاجس يسيطر ع حياتنا مو كل شرائح مجتمعنا".
ويتألف كل جزء من صرخة روح من ستة خماسيات، حاليا يعرض الجزء الثالث منه، ويتحدث عن الخيانة الجنسية بين الأصدقاء وزملاء العمل وحتى بين الأخوة والأقارب.
وقامت صفحات في موقع التواصل الاجتماعي وبخاصة (فيسبوك)، على نشر "بوستات" ساخرة حول مجريات المسلسل، إحداها ترتب الفنانين المشاركين بحسب عدد أدوار الخيانة التي أوكلت إليهم في العمل، فيما عرضت إحدى الصفحات فيديو تقارن فيه بين أبطال صرخة روح وممثلين إباحيين.
وفي المقلب الآخر، يقول Mohmad Khlli "مسلسل بيجنن وواقعي ومو غلط اذا كان جريء لأن اللي عم بيصير بمجتمعنا لسه اكبر من هيك".
وترى سوسن سالم، أن "أحداث المسلسل بتصير بالواقع و قصصه واقعية ومش كل الناس بتعرفها .. في أشياء مبالغ فيها بس بتفتح شبابيك كتير على الواقع و حلولها.. وهالمسلسل بفرجي العالم اديش انو الخيانة بشعة".
ويشير "Jalal Nassa" إلى أن المسلسل واقعي ١٠٠٪"، ويضيف "طبيعي كالعمل تلاقي فيه ناس بكرهوا و مافي حدا بقدر يعجب العالم كلها و خصوصاً ازا كان العمل عمل جريء و قوي بطرحوا .. المسلسل ناجح".
فنانون من الصف الأول
ويشارك في العمل فنانون من الصف الأول في مقدمتهم بسام كوسا وعباس النوري وعبد المنعم عمايري وميلاد يوسف، فضلا عن يزن السيد و جيني اسبر ورنا أبيض ومديحة كنيفاتي. واعتبر نقاد، أن العمل يدور حول محور واحد، هو الجنس، فكل الشخصيات تفكر فيه ليل نهار، وكل النماذج الاجتماعية المطروحة لا تتوانى عن الخيانة.
واللافت في العمل أنه حصد العام الماضي الرتبة الرابعة في نسبة المشاهدة بين المسلسلات التي عرضت في رمضان، ويعلق محمد ويعمل صحفي، أن من الطبيعي أن ارتفاع نسبة مشاهدة أي عمل يعتمد طرح قضية الجنس بهذه الطريقة وخصوصا بمجتمعاتنا العربية، دون التنبه لقيمة العمل الدرامية والأخلاقية.
وكانت إحدى المشاركات في كتابة صرخة روح، ناديا الأحمر، قالت مؤخراً، رأينا أن الجنس حالة إنسانية لا تخص المجتمع السوري، بل تتعلّق بكل المجتمعات العربية وغيرها، ولم تعالج درامياً من كل الزوايا الممكنة، لذا فإنّنا نعتبر أننا نقدم محاكمة نقدية درامية لهذه الحالات ونتنبأ بنتائجها الكارثية على المجتمع ونترك الحكم للمشاهد.
واتجهت الدراما السورية في غالبيتها خلال السنوات الماضية، لاسيما مع غياب وجوه فنية لامعة، إلى الابتذال وسخافة الطرح تارة وإلى الهروب من الواقع تارة أخرى بحسب نقّاد فنيين، في وقت صورت أعمال درامية الحال الراهن بمحاباة لصالح النظام السوري، فيما تشهد ساحات معارضة وأخرى في مناطق اللجوء نشوء تجارب درامية جديدة ربما تفرض نفسها في الأيام القادمة.