لا يستيقظ أهالي حلب على صوت المسحراتي في رمضان الحالي، بل على صوت الاشتباكات وهدير الطائرات الحربية، فالمسحراتي تحول من رجلٍ يردد أغاني وأناشيد، إلى برميلٍ متفجر، أو رصاصة تحفر في أجساد الكثيرين من أهالي حلب.
ومن لم يستطع النوم قبل السحور، يأخذ دور مسحراتي العائلة والأقرباء، كحال الشاب عبد الحميد، الذي يبقى مستيقظاً خوفاً على أهله من هجمات تنظيم "داعش"، مع اقتراب المعارك لأطراف مدينته مارع في ريف حلب.
أبو رامي توارث مهنة المسحراتي عن أبيه، وعمل في حارات حلب القديمة بباب الحديد، إلا أن القصف المستمر على مدينته حلب، أجبره على اللجوء لمدينة كلس جنوب تركيا، والعمل على بسطة صغيرة في إحدى شوارع المدينة.
يقارن أبو رامي نفسه بالمسحراتي التركي ويقول لروزنه: "حين أسمع صوت المسحراتي التركي أحزن كثيراً، فهم يزعجون الناس أكثر من إيقاظهم، أما المسحراتي الحلبي، فكان يطرب الأهالي بطبلته وصوته الجميل".
وتعود مهنة المسحراتي إلى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان الصحابي بلال بن رباح يؤذن للمرة الأولى، وابن كلثوم يقوم بالأذان للمرة الثانية فيمتنع المسلمون عن الأكل.
ويطلق أهالي حلب، على المسحراتي اسم "أبو طبله" أو "الطبال"، ويعرف بزيه الخاص، ولكل حارة مسحراتي خاص بها، يأخذ أجره قبل يوم العيد وهو يردد أغانيه، التي يقول فيها: "أولادكم أرشوني.. حيطانكن طرمخوني.. بالرز والحليب غسلوني.. من المعمولات لا تنسوني.. هاتو الدفاتر وحاسبوني".
استمع إلى التقرير كاملاً: