اختلف السوريون مجدداً، هذه المرة لم ينقسموا بين جمهورٍ مؤيد ومعارض للنظام السوري، وبين منادٍ للتدخل الخارجي العسكري ومعادٍ له، أو شيء آخر كهذا، بل تحزّبوا بمختلف مشاربهم السياسية، إلى متضامنين مع المثليين الجنسيين، ورافضين لهم.
كان يوم السابع والعشرين من حزيران الحالي، مليئاً بألوان قوس قزح التي غزت صفحات الفيسبوك، تعبيراً عن التضامن مع المثليين، وعلى المقلب الآخر من صفحات الموقع الأزرق، تمسك الكثير بألوان صورهم، اعتراضاً على الأمر.
وشهد ذاك اليوم أيضاً، إصدار المحكمة العليا في الولايات المتحدة، قراراً بمنح حق الزواج للمثليين جنسياً، في كافة الولايات.
المثلية بعيون السوريين
تضاربت الأمور على بعض السوريين، هل كان يوم الجمعة للتضامن مع المثليين؟ أم هو روتين سنوي للتفاخر بالمثلية؟ أو احتفالاً بقرار المحكمة الأميركية؟
هنا أجاب السوري خالد هربش على صفحته بالقول:"ع فكرة.. التضامن مانه بسبب القرار الأميركي الأخير، بس ٢٧ حزيران هو يوم الفخر العالمي، مشان الهوموفوبيك يعرفوا "يردحوا""، والمقصود بالهرموفوبيك هنا، الأشخاص الذين يخافون من المثليين.
وكتب مصطفى دباس المقيم بألمانيا، تعليقاً على يوم الفخر ورداً على معادي المثلية:" أول pride طلع من بأوروبا كانوا 70 شخص... وتم رميهن بالبيض والبندورة، اليوم برلين لوحدها في حوالي 500,000 شخص ويمكن أكتر من كل الأديان والطوائف والميول الجنسية عم يحتفلوا... بقا عادي اذا كم واحد عالفيس بوك أبدوا امتعاضن هلأ".
أما فيما يخص الرأي الآخر بالقضية، فعلّقت ياسمين بنشي:" أنا متخلفة...أنا جاهلة...ولن أتضامن من شيء حرمه الله وحرمته الأديان...ولا رح غير رأيي بقضية المثليين اللي معتبرينها البعض قضية تحرر ومظهر تحضر... لك اللي ما بيعرف الفرق بالجنس بين الانثى والذكر..ما رح يعرف الفرق بين الحيوان والانسان...لك يلعن القرف و ربي يسر".
وكتب أحد الشبان السوريين:" الكثير من الناس ينظرون الى الموضوع كنوع من الشذوذ ناجم عن الترف الجنسي بينما هو حاله مرضيه خارجه عن اراده الانسان ... وان كنت انا شخصياً لا استطيع تقبلها لانفسياً ولا عقلياً ابداً ولكن لا استطيع رفضها انسانياً كونها حالات ربما تكون تستدعي الشفقه والله اعلم".
وثمة رأيٌ، هاجم المتضامنين، ربما عزف على وتر المواقف المتناقضة لبعضهم، فكتب أسعد حنا:" من فترة لطش اختو كف وبطلها من الجامعة لأنو سمع انها بتحب رفيقو، وهلأ جاي يطالب بحقوق المثليين افتح عقلك تفرح".
لعلم الثورة موقف
بعد غزو ألوان قوس قزح، لصور السوريين المتضامنين مع المثليين، كان لسوريين آخرين آراؤهم، ولم ينتظروا إدارة موقع الفيسبوك حتى تقدم لهم تطبيقَ تلوين الصور، فصبغوا صورهم، بألوان علم الثورة السورية.
من أولئك السوريين، كان الصحفي ناجي الجرف، الذي لوّن صورته الشخصية على الفيسبوك، بعلم الثورة، وكتب هاشتاغ " #علم_الثورة_يمثلني"، وعلّق فراس العلي بعدما غير صورته أيضاً:" لون عن لون يختلف الوضع".
هل نستفيد من التجربة؟
حصل المثليون في أميركا، على القرار الأخير، بعد صراع مع السلطات هناك، بدأه " هارفي ميلك" أول من أعلن عن مثليته بالولايات المتحدة، واستمر الصراع لسنوات، ويبدو أن المثليين انتصروا في قضيتهم، وهو ما أكده الرئيس الأميركي باراك أوباما حين قال عن القرار إنه "انتصار لأميركا وانتصار للحب".
لكن، رغم اختلاف السوريين بالرأي حول الأمر، وانقسام الشارع بشكلٍ حاد، هل يوجد من نظر للموضوع بعين الباحث عن الفوائد من تجربة أولئك، وتطبيقها، علّها تفيد المجتمع السوري؟
سؤال، غزل على منواله علي دياب حين كتب في صفحته بالفيسبوك:" حبذا لو تعلمنا من نضالهم في سبيل قضيتهم لنستفيد من التجربة كتجربة و كم تمنيت لو أن ربع من يناصرون اليوم الزواج المثلي خاضو معركة مشابهة في بلداننا العربية لإقرار الزواج المدني ...فربما حينها نكون قد وضعنا اللبنة الأولى في طريق القضاء على الطائفية التي تفتك بنا اليوم".