قال الفنان السوري ماهر صليبي، في لقاء خاص مع روزنة، إن اشتراك الممثل السوري مع ممثلين من جنسيات عربية أخرى في عمل فني واحد، هو ليس بالشيء الجديد، "هذا النوع كان موجود سابقاً، ففي بداية السينما السورية كان هذا العرف دارجاً وقتها".
وأشار إلى أن الوضع في سوريا لعب دوراً في هذا الجانب، ولكن تمت الاستفادة من التجربة والخبرة السورية، وأعطى بشكل أو بآخر دفعة للسوريين للمشاركة مع فنانين عرب آخرين.
وعن أعماله هذه السنة، أوضح صليبي أنه يشارك في عملين، الأول: "حصاد الزمن، دوري فيه، مهندس سوري مسيحي لديه بنت صغيرة ويحبها، ويعمل في شركة كبيرة بالخليج، وأقوم بأداء الدور بلهجتي السورية".
أما الثاني فهو مسلسل "العراب – نادي الشرق، روحه مأخوذة من رواية عالمية، ويحاكي العمل مرحلة عام 2006، وممكن للأجزاء القادمة أن تسلط الضوء على مراحل بعدها، والعمل تم تصويره في لبنان، لكنه يحاكي أحداث سوريا".
وأكد صليبي أن كثرة المسلسلات لم تنعكس على جودتها، حيث أن الدراما نشطة منذ عقود، ففي كل موسم رمضاني كان هناك 40 إلى 50 مسلسلاً يطرح في الوسط الدرامي، لذلك لا تؤثر الكثرة على النوع والجودة، وبنهاية الأمر الممثل يختار الدور عندما يجده أقرب إلى تفكيره وشخصيته وقناعاته، فالدراما السورية اكتسحت السوق العربية بقوة.
وعن مشروع مكتبة "صفحات"، الذي افتتح مؤخراً في مدينة استانبول التركية، شرح صليبي في حديثه لروزنة، أنه "مشروع ثقافي، نحاول من خلاله تقديم شيء للسوريين في المدينة بشكل خاص، وللعرب المتواجدين هنا بشكل عام، فمن المعروف صعوبة الحصول على كتاب عربي في تركيا".
وأضاف أن القائمين على المشروع، اتفقوا أن يكون البناء وسط مدينة استانبول، "ويكون شبيهاً بالأبنية السورية والأماكن القديمة التي اعتدنا عليها كباب توما والشعلان وأزقة وأحياء دمشق. وبالفعل وجدنا بناء مؤلف من أربعة طوابق مناسب للمشروع".
وأشار إلى أن "المشروع بدأ بإمكانات بسيطة وبعناوين كتب هامة ومنوعة للقارئ العربي في تركيا، وتحتوي المكتبة الآن على ألفي عنوان وخلال فترة قريبة ستصل الى 5 آلاف عنوان. وهناك قسم خاص للأطفال وورشات لبناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم على القراءة والتعليم. وإمكانية التواصل معهم".
ولفت صليبي إلى أن "الافتتاح كان جيداً، وفوجئنا بكم الناس المتواجدين ولمست من خلال نظراتهم وأعينهم فرحتهم بالمكان الذي نتمناه أن يتحول الى متنفس سوري وتجمع ثقافي ومشاريع يستفيد بعضنا الآخر منها".
وتابع: "في يوم الافتتاح قدم إلى المكتبة أناس من المواطنين الأتراك، وفي اليوم التالي تضاعف عددهم وكان حضوراً لافتاً، جلّهم من المهتمين بدور النشر، بالإضافة إلى الصحافة التركية التي اجرت لقاءات مع الحضور والقائمين على المشروع".
وبين أنه "عندما طرحت فكرة مكتبة عربية في مدينة استانبول وافقت عليها فوراً، وواجب علينا افتتاح هكذا مشروع، فعند سفري وتنقلي في أوروبا شاهدت الكم الكبير من الناس والركاب وهم يحملون الكتاب لقراءته"، موضحاً أنه "يحز في نفسي غياب هذا التقليد في بلداننا، لماذا لا نشجع جيل الشباب لقراءة الكتب، فتطور التكنولوجيا أثر سلباً على واقعنا العربي، كون هذه الخدمة في دول أخرى مفيدة، ولكن لدينا لا تحقق أهدافها، فالكتاب أساس الثقافة".