ارتفعت إيجارات المنازل في المناطق التركية الحدودية مع سوريا، الأمر الذي أدى ببعض العائلات السورية اللاجئة، إلى استئجار الدكاكين والسكن فيها.
أبو جميل سكن وعائلته، في إحدى هذه الدكاكين، بعدما ضاقت به السبل مع ارتفاع تكاليف المعيشة، وعجزه عن تأمين عمل مستمر. فهو يعمل في بيع الخضار وتحميل البضائع، وهذه الأعمال ليست دائمة.
ويضيف:" عندما ذهبت لاستئجار منزل عن طريق أحد السماسرة، أخذني إلى دكّان كان يُستخدم كمستودع، لا يوجد فيه حمام، فقط هناك صنبور مياه لا أكثر، لكن اضطررت لاستئجاره بسبب رخصه".
السبب الرئيسي وراء استئجار الدكاكين بحسب عبد الجليل ابن ريف حلب الشمالي، هو الازدحام السوري في المناطق الجنوبية من تركيا، لكنه يضيف: "رغم قلّة إيجارات الدكاكين إلا أن فواتير المياه والكهرباء تأتي مرتفعة، كون الساعات تجارية، وهذا جزء من معاناة أخرى، حتى على مستأجري الدكاكين".
أصبحت الظاهرة تجارة مربحة لأصحاب المحلات، لاسيما أنها لا تتطلب تكاليفاً كثيرة، وفي ذات الوقت يتم إشغال الدكاكين، خاصةً تلك الموجودة في الشوارع الفرعية وغير المرغوبة، بالنسبة للمستثمرين.
مصطفى أحد المواطنين الأتراك يقول لروزنة: "بعيداً عن غلاء الإيجارات أدى الازدحام السكّاني إلى قلة المنازل الفارغة والمعدة للإيجار، وهذا سبب آخر للجوء السوريين للدكاكين" .
لم تقتصر الأزمة السكّانية بكيليس على السوريين فقط، ويقول أحمد العلي أحد السوريين المتواجدين في تركيا منذ نحو سنتين، إن الأزمة امتدت حتى إلى الأتراك، فهناك عائلات فقيرة تأثرت بسبب النزوح السوري لمناطقها، مضيفاً: "يمكن القول إن الازدحام أحدث فارقاً بين الطبقة الغنية والفقيرة بشكل عام، سواء كانوا سوريين أم أتراك".