قالت الممثلة السورية فدوى سليمان، أنها انشغلت مؤخراً في الكتابة المسرحية المتعلقة بالأحداث السورية، وتقديمها للفرنسيين، ولذلك ابتعدت عن التمثيل بعض الشيء.
وأضافت أن مشاركتها بمسلسل "بسمة صباح" الذي تنتجه مؤسسة روزنة للإعلام، جاءت بسبب توفر الشروط المقنعة بما يليق بالشعب السوري، ولأنه دراما إذاعية، توثق مرحلة مهمة من حياة الثورة السورية.
وترى فدوى أن العالم كله وقف ضد عرض هذه المرحلة على الإعلام، وهي مرحلة السلمية التي بدأ بها الشعب السوري ثورته.
وأشارت سليمان، إلى التقاطعات بين شخصيتها الحقيقية وشخصية مايا التي تؤديها في المسلسل، قائلةً: "مايا شاركت في أغلب المظاهرات السلمية مثلي تماماً عندما كنت في سوريا، إلا أن هناك جوانب لا تشبهني فيها، فهي فتاة من عائلة غنية ومدللة، لكن بالمبدأ الشخصية تشبه الفتيات السوريات العظيمات اللواتي استمرين بالعمل على الأرض".
وتوقعت فدوى سليمان، أن شخصية مايا ستتغير بعد التجربة المريرة التي ستعيشها، وسيصبح لديها رؤية مختلفة للحياة.
وعبرت فدوى عن إعجابها بطريقة كتابة العمل، وجودة عرض الحلقات، خاصةً أن كل فنان يقوم بتسجيل دوره على حدى، لأن الممثلين يعيشون في بلدان مختلفة، ومن ثم يتم تجميع الأصوات كلها مع بعضها في استديوهات روزنة.
فشلت في التحذير من الطائفية
وتوجهت فدوى سليمان للمستمعين قائلةً: "لنا وردة في كل مكان لنا أغنية ستغنّى، كلمات ستكتب في صفحات، وتنتمي لكل أبجدية، ولنا التاريخ، تاريخ أرّخ ويؤرّخ، لنا الزمان ولنا المكان، أن نكون لا يعني البحث عن الكينونة، يعني أن نكون وانتهى".
واعترفت سليمان بفشلها، عندما ذهبت إلى حمص في بداية الثورة بهدف العمل مع ناشطيها على توعية الناس وتحذيرهم من مخاطر الطائفية، والحد من التسلح كي لا يقع السوريون في الفخ الذي رسمه النظام السوري لهم.
وتقول إن هذا الفشل أثر عليها نفسياً، خاصةً أن النظام نجح، في جر الشارع والمتظاهرين السلميين لحمل السلاح، بغاية الدفاع عن النفس من القاتل، ومن خلال هذه الغاية مررت بعض الدول مؤامرتها ومخططاتها ضد الشعب السوري، ما أدى إلى فقدان المشروع الوطني والشعبي، الذي انطلق من أجله السوريون، على حد قولها.
الساروت وفدوى سليمان
وعن عبد الباسط الساروت، قالت فدوى أنها عندما وصلت إلى حمص لم تكن تعرفه ولم تسمع باسمه، وكانت تلتقيه في المظاهرات فقط، وعند نهاية المظاهرة كل شخص يذهب في حال سبيله، بسبب الخطر الذي يواجه المتظاهرين، فكان من الأسلم ألا يلتقيا.
واعتبرت أن ذلك من الأشياء الخاطئة التي حدثت، وتمنت لو أنها تعرفت عليه في تلك الفترة، موكدةً أنها لا تلومه هو أو غيره لأنهم تسلحوا ضمن هذه البربرية، فلم يبق لهم أي مجال، على حد تعبيرها.
ورأت فدوى سليمان، أن الوضع الذي وصلت إليه سوريا، لا يمكن حله إلا سياسياً عن طريق الأمم المتحدة، بعد تقاسم المصالح في سوريا بين الدول العظمى، "رغم أن الشعب السوري، لديه فرصة لكي يقول نحن شعب واحد، و يقرر شكل سوريا المستقبل بالحرية والعدالة والكرامة، التي دفع ثمنها غالياً، ولا تستطيع أي قوة بالعالم كسر إرداة الشعب".