مراصد المعارضة.. أكثر من منظومة للإنذار المبكر

مراصد المعارضة.. أكثر من منظومة للإنذار المبكر
تحقيقات | 06 مايو 2015

"مروحي من حماة باتجاه منطقة العمل، المروحي في أجواء كفرعويد شمال شرق انتباه، مروحي اللاذقية رح يدخل أجواء كنصفرة باتجاه الشرق انتباه".

بهذه الكلمات الصادرة عن جهاز لاسلكي صغير، يحاول متطوعون في فرق الرصد والاستطلاع، بريف إدلب، تحذير المدنيين من غارات محتملة لطيران النظام السوري.

يقول محمد القاسم، صاحب محل تجاري في ريف إدلب، إن المراصد تنقذ حياة الكثير من الناس عبر التعميمات التي تصدرها قبل وقوع القصف، لتساعد السكان في إخلاء الأسواق، والذهاب إلى الملاجئ في الوقت المناسب.

تخفيف الخسائر!

مع ازدياد وتيرة المعارك في سوريا، برزت حاجة ملحة لدى الناس في الداخل، لاستغلال التقنيات المتاحة بين أيديهم، في تفادي قصف قوات النظام، والتخفيف من أضرارها.

ورغم انقطاع التيار الكهربائي، وغياب الاتصالات والانترنت، فإن مراصد المعارضة التي تعتمد على القبضات اللاسلكية، تعتبر وسيلة إنذار مبكرة، تحذر السوريين من القصف قبل وقوعه، ما يؤدي إلى تخفيف الخسائر في الأرواح إلى أقل حد ممكن، عبر ما يسمى بالتعميم.

وتنتشر القبضات اللاسلكية بشكل كبير بين السوريين، المدنيين منهم والعسكريين، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وباتت ترافقهم في كل أوقاتهم، فهي وسيلتهم لمعرفة الأماكن المستهدفة من قبل طيران النظام، من أجل تجنبها. 

اختراق ترددات جيش النظام السوري

"المرصد عبارة عن نقطة ربط بين المدنيين والمقاتلين، نشأت للتجسس على حواجز النظام، ولتنبيه المدنيين وقت الخطر، وتطورت فيما بعد لتحذر الناس من طيران النظام"، يشرح وحيد الحسني المتطوع بأحد المراصد، ويضيف أن المدنيين يتعاونون مع المتطوعين بالمراصد، من خلال استجابتهم للتحذيرات ودخولهم الملاجئ، وهذا يساعد في التخفيف من الخسائر.

من خلال أجهزة بسيطة كالراديو والقبضات اللاسلكية، يتم اختراق ترددات جيش النظام، والتنبؤ بأهدافه، ليتبع ذلك مباشرة تعميم الخبر على العسكريين والمدنيين في الموقع المستهدف، لاتخاذ التدابير اللازمة، وهو ما أكده القيادي في لواء فرسان الحق أبو عبد الله.

 ويقول أبو عبد الله:"يساعدنا المرصد في تفادي ضربات النظام أثناء المعارك، باعتبار أن المراصد تعتبر وسيلة الاتصال الوحيدة المتوفرة، كما يساعد المدنيين في الاختباء من قصف النظام، من خلال مراقبتهم لأرض المعركة ومراقبتهم لاتصالات النظام".

تجربة راديو فرش والدفاع المدني في التعاون مع المراصد

عجز المدنيين عن شراء الأجهزة اللاسلكية، بعد أن ارتفع سعرها لما يزيد عن مئة دولار للقبضة الواحدة، دفع إذاعة فرش المتواجدة في مدينة كفرنبل، لبثّ تحذيرات المراصد فور تعميمها، كما يخبرنا رامي الفارس مدير الإذاعة، مؤكداً أن المراصد أصبحت عصباً أساسياً في عمل الإذاعة.

وأيضاً، تعتمد المشافي بالداخل في جزء من عملها، على المراصد، فغالباً ما يتم توجيه المدنيين للتبرع بالدم، عبر نداءات يوجهها المرصد بناءً على طلب الأطباء وقت الحاجة.

ويقول الدكتور زاهر حناك :" نستفيد من المراصد في تفادي القصف، على اعتبار أن النظام يعتبر المشافي عدوّة له، كما أنه يمكننا من الوصول لأهالي المرضى المجهولين، الذين يدخلون المشفى في أوقات الفوضى".

لا يتوقفُ عمل المراصد، على تحذير المدنيين  من قصف النظام، بل تعمل على التنسيق مع فرق الدفاع المدني، وإخطارها بإحداثيات المناطق المستهدفة بالقصف، لتعمل الفرق على اتخاذ التدابير اللازمة، للعمل بفعالية أكبر. 

وحول ذلك، يوضح عبيدة عثمان، مدير هيئة الدفاع المدني في كفرنبل وما حولَها: " منذ فترة نشب حريق في المنطقة، حاولنا الحدّ من انتشاره من خلال إمكانياتنا المتواضعة، لحين وصول المساعدة التي طلبناها عبر المراصد، من المناطق المجاورة".

 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق