لم يكن يعرف جمال ابن مدينة عفرين، ما هو مرضه، حين شعر بضيق في التنفس وبقي شهراً على حاله، وبعدما أجرى المعاينة والفحوصات اللازمة، تبين أنه مصاب بمرض السل، واكتشف لاحقاً أن زوجته مصابة أيضاً بالداء ذاته.
تم نقل الرجل الستيني وزوجته، إلى مركز جمعية بهار للسل في عفرين، حيث يتم تقديم العلاج مجاناً.
وشهدت عفرين عدة حالات وفاة بمرص السل، نتيجة الإهمال ووصول المرض إلى مراحل خطيرة، بحسب أخصائي طب الأسرة الدكتور رضوان مامو.
لدى مركز بهار حوالي 54 إصابة مسجلة، فيما يضم المركز الصحي في عفرين، التابع لمديرية الصحة بحلب، 15 حالةً قيد المعالجة أيضاً. وبالنسبة للمعالجة، فإنها تتم على مرحلتين، المرحلة المكثفة ومرحلة الدعم والمراقبة، وهذه العملية تستغرق ستة أشهر، وهناك عدد من المصابين، انتقل إلى تركيا لتلقي العلاج هناك.
عفرين مشهورة بمرض السل!
في منتصف القرن الماضي، كانت عفرين مشهورة بإصابات السل، بسبب حليب الماعز، الذي يربيه أهل المنطقة بكثرة، وأيضاً عن طريق حليب البقر غير المبستر، وكان المرض ينتقل من المواشي إلى أصحابها.
إلا أن معدلات الإصابة بمرض السل ارتفعت في مرحلة ما بعد اندلاع الصراع في سوريا، من 70 إلى 500 إصابة، نتيجة إكتظاظ مدينة عفرين بالسكان، وتواضع النظام الصحي ونقص الإدوية، إضافة إلى تدهور الحالة المعيشية للمواطنين، حسبما يقول الدكتور خليل شيخ حسن، رئيس هيئة الصحة في مقاطعة عفرين.
تكلفة العلاج من المرض تتفاوت حسب شدة الحالة، وتترواح بين 3 و 15 ألف ليرة سورية خلال الجرعة الأولى، وفي المراحل المتقدمة قد تصل إلى أكثر من مئة ألف ليرة سورية.
العوامل المساعدة على انتشار السل
بحسب الدكتور روزاد علي، فإن بكتريا "عصية كوخ" المسببة للمرض، موجودة بشكل طبيعي عند الإنسان، حيث أن كل شخص من أصل ثلاثة أشخاص يظهر معهم "عصية كوخ" في تحليل القشع، أو المسحة من البلعوم، ولكن هذا لا يعني أن كل شخص يحمل البكتريا هو مصاب بمرض السل، فيجب أن تجتمع عدة عوامل، لتحول إلى مرضية.
ومن تلك العوامل والعادات، التدخين، إضافة إلى شرب الكحول ونقص التغذية والأعمال المجهدة، كل هذه الأمور تساهم في إضعاف مناعة الجسم وقابليته للإصابة بالمرض، وتطوره لاحقاً.
يؤكد الأطباء والمسؤلون في عفرين، أن الوضع تحت السيطرة الآن، والأدوية متوفرة بشكل مناسب، إلا أن الجهل وعدم الإهتمام بالصحة، يبقيان دائماً سببا رئيسياً في إنتشار هذه الأمراض الخطيرة والمعدية.