ماذا تحمل السوريات في حقائبهن لمواجهة الخطف؟

ماذا تحمل السوريات في حقائبهن لمواجهة الخطف؟
تحقيقات | 25 أبريل 2015

يحقق اختطاف الفتيات، فدية أكبر لمرتكبي هذا النوع من الجريمة الذي بات منتشراً في سوريا، حسبما يؤكد ماهر أحد سكان مدينة دمشق، خاصةً أن الجهة الخاطفة تلعب على عامل الشرف في هذه الحالة. 

حوادث خطف الفتيات، التي لم تقتصر على المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، دفعت بهن إلى البحث عن وسائل لحماية أنفسهن. 

وتقول سمر التي تعمل في إحدى كنائس دمشق، إن "المناطق الآمنة ليست آمنة كما يظن البعض، سمعنا عن الكثير من حالات الخطف التي تمت في وضح النهار، خاصةً من قبل مسلحي الدفاع الوطني، الذين يقتادون الفتاة بقوة السلاح دون خوف من أحد، ليبدؤوا المساومة بعد ذلك عليها مع أهلها، بهدف جني أكبر قدر من المال".

دفع هذا الواقع، بالعديد من الكنائس والمحال التجارية التي عادةً ما تعمل يوم الجمعة في مناطق باب توما والقصاع والتجارة، إلى إعفاء العاملين لديها وخاصةً الإناث، من العمل يوم الجمعة، خوفاً من تعرضهن للخطف، بحسب سمر.

ماذا عن السلاح الأبيض؟

وجدت نور المقيمة في مساكن برزة، بما تسميه "السلاح الأبيض" حلاً للدفاع عن نفسها، في حال تعرضت لأي طارئ في طريقها إلى الجامعة، أو أي مكان تذهب إليه. 

تقول الطالبة الجامعية: "أحد زملائي، أخبرني أن عصا الكهرباء قد تكون حلاً لمثل هذه الحالات، أو بخاخ الفلفل أو المخدر".

ووفقاً لنور، فإن معظم البنات في دمشق، لا تخلو حقائبهن من إحدى هذه الأدوات، فيما تحتفظ بعض الفتيات بأداة حادة كالسكين. وتعتقد نور أن هذه الأدوات يجب أن تكون مشروعة بيد الفتاة، في ظل الأوضاع الأمنية المتردية التي تعاني منها البلاد. 

العصا والفلفل

يمكن للعصا الكهربائية أن تبعد خطر الخطف عن الفتاة، فهي عبارة عن صاعق له مفتاح أمان يتم تركيبه في مؤخرة العصا، وترتبط به حلقة صغيرة بها سلسله يتم لفها حول المعصم، وعندما يتم سحب الصاعق من يدك فجأة، سينفصل مفتاح الأمان تلقائياً، فلا يعمل الصاعق بيد الخصم. 

للصاعق شكل يشبه البيل، طوله حوالي 21 سم، ويبلغ سعره قرابة الـ  20 ألف ليرة سورية.

أما بالنسبة للذين يبحثون عن وسيلة دفاع أرخص وأسرع، فمن الممكن أن يجدوا ضالتهم في بخاخة رذاذ الفلفل، لأنه بمجرد بخ المسحوق على وجه المهاجم، سيصاب بالعمى المؤقت، وهو مثل زجاجة "الديودوران" يحتوى علي خلاصة مواد حارة مثل الفلفل الأحمر والفلفل الأسود والكحول، ويتراوح سعره بين 2500 و5000 ليرة سورية.

طرق طبيعية

تفضل لبنى طرقاً مختلفة للدفاع عن نفسها، منها رياضة الكاراتيه التي تحاول اتقانها عبر انضمامها إلى دورة تدريبة، فهي تجد أن الخاطفين يتجهون إلى الفتيات لأنهن أقل مقاومة من الناحية البدنية.

ولذلك ترى لبنى أن " نسبة حماية مثل هذه الأدوات للفتاة لا تتجاوز 50%، وتقوية البنية الجسدية، هي الحل للـ50% المفقودة الأخرى، وهو مفيد كنشاط رياضي".

ارتفاع نسبة الجريمة

ارتفعت الجرائم المرتكبة في سوريا بنسبة 80%، خلال 2013 مقارنة مع العامين السابقين له، وسط عدم توفر الإحصائيات عن العام 2014 حتى الآن.

ووفقاً لنقيب المحامين السوريين نزار سكيف، فإن أكثر الجرائم انتشاراً في الشارع السوري، هي سرقة السيارات والمحلات التجارية وتهريب البضائع والعنف، إضافة إلى عمليات خطف المواطنين من قبل العصابات التي تنتحل الصفة الأمنية، على حد قوله.

وتحدث سكيف عن "زيادة جرائم التحرش الجنسي، التي وصلت إلى مستويات قياسية في الأماكن المتوترة، كما أن التهديد بالاغتصاب بات شائعاً على نطاق واسع".

أما عدد المخطوفين، فتراوح بحسب عضو مجلس الشعب التابع للنظام عمر أوسي، بين 10 آلاف إلى 15 ألف مخطوف.

تساهل من جانب القضاء

وفقاً للقانون فإن وسائل الحماية كالصاعق والسكين وغيرها، تعتبر سلاحاً ممنوعاً، إلا أن الأحكام القضائية الصادرة حالياً،  تسمح بالمحظورات في حالة الدفاع عن النفس فقط، كما يؤكد المحامي عادل أيوب. 

ويوضح أنه في حال تسببت الفتاة بأذية لشخص حاول الاعتداء عليها، فإنها تحاسب على كون الأداة التي استخدمتها مرخصة أم غير مرخصة فقط، ولكنها لا تحاسب إذا أذت غريمها أم لم تؤذه. 

وتتعامل بعض المحاكم مع إيذاء الآخر، على أنه جنحة وليس جناية، لأن القصد ليس القتل، كما أن عنصر القصد بحد ذاته غير متوافر في هذا الجرائم. 

 ووفقاً للمحامي أيوب، فإن هذه الأدوات ليست حكراً على الفتيات فقط، بل إن رجال الأعمال الذين ما زالوا متواجدين في سوريا لجاؤوا إلى شراء "عصا الكهربا"، لحماية أنفسهم بشكل جزئي من الخطف.

ويتابع أيوب، "عصا الكهرباء أو بخاخة رذاذ الفلفل، تدخل إلى سوريا عن طريق التهريب، وينشر أيامكن بيعها في البحصة سوق الكهرباء، لكن بالخفاء كونها مخالفة للقانون وتعرضها بائعها للعقوبة والتي تصل إلى إغلاق المحل بالشمع الأحمر.

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق