فوجئ سكان دمشق صبيحة أحد الأيام، برغيف خبز جديد، له شكل وطعم مختلف عما تعودوا عليه.
يقول رامي أحد سكان العاصمة لروزنة: "طعمة الخبز سيئة ورائحته كذلك، بحيث لا يمكن تخزينه حتى ليومين، أما من ناحية السماكة، فقد تحسنت مؤخراً ولكن هذا الأمر متراوح بين فرن وآخر".
ويضيف الشاب أن بعض الأفران تراجعت جودة انتاجها عن السابق بشكل هائل، ومع ذلك، لا يلقي رامي اللوم على الأفران، بل على نوعية الخميرة الموردة إليهم.
تحول لون الخبز إلى أسمر قاتم مع وجود بعض الشوائب في الأرغفة، الأمر الذي عزاه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحكومة النظام، لارتفاع نسبة النخالة، "مما ينعكس إيجاباً على صحة المواطن" بحسب تعبيره.
حكومة النظام وخط الخبز الأحمر!
لم تكتفِ حكومة النظام السوري برفع أسعار الخبز، وهي التي لطالما تغنت بأنها داعم لهذه المادة، وأنه من الثوابت في مجال دعمها للمواد الغذائية.
يكلف ذاك الدعم، الحكومة أرقاماً كبيرة من الميزانية، وذكر مركز "كارنيغي" أن قرار رفع سعر الخبز، يعد تجاوزاً لـ"الخط الأحمر" وفي ذلك إشارة إلى عمق مأزق النظام.
وأكدت لجنة المخابز الاحتياطية في دمشق، مؤخراً، أن مشكلة الخميرة الصينية انتهت، من خلال رفع نسبة نخالة القمح وزيادة كمية الخميرة للطحين، بعد إغلاق معمل خميرة حمص ومعامل أخرى.
ارتفاع كبير على السوريين
بعد ارتفاع السعر الرسمي لربطة الخبز إلى خمسة وثلاثين ليرة سورية، مع بداية العام الجاري، ساد تخوف كبير من زيادة جديدة في السعر، ما قد يزيد من الأعباء على كاهل المواطن في الداخل.
أم محمد المقيمة في دمشق، تقول إن "رغيف الخبز الجديد، متكسر، ولا يمكن أن تلف به سندويشة، علماً أن الخبز السوري، من أجود الأنواع، مقارنة بباقي الدول العربية".
وعبرت أم محمد، عن قلقها من ارتفاع السعر من جديد، نظراً لاستيراد الخميرة الصينية، رغم الجودة المتراجعة، وعدم قدرتها بالمقابل على شراء خبز سياحي، الذي يصل سعر الربطة فيه إلى 150 ل.س.
رأي الأفران؟
من خلال جولة لروزنة، على بعض الأفران في العاصمة، لاستطلاع الموضوع، أكد سليم وهو عامل بأحد الأفران، أن "رداءة نوع رغيف الخبز، ناجمة عن استخدام خميرة صينية تحتاج إلى مدة تخمير، تختلف عما هو متعارف عليه في سوريا، عبر الخميرة الايرانية التي كانت تستورد سابقاً".
فيما أرجع عبد السلام، موضوع تراجع جودة الخبز، إلى استيراد الطحين عبر الخط الائتماني الإيراني مؤخراً، والبالغ قيمته مليار دولار، موضحاً:" يتم خلال هكذا عملية توريد طحين بنوعية سيئة جداً، ويتم احتساب سعره على أنه نخب أول ومنخول بدقة وعناية".
حال جديد!
خرج 100 مركز لتجميع القمح من يد حكومة النظام السوري خلال السنوات الأربع الماضية، ولم يتبق سوى 40 مركزاً فقط، وأمام هذا الواقع تبدو عودةُ رغيف الخبز إلى سابق عهده أمراً مستبعداً.