تمكنت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعد ضغوط كبيرة مارستها العديد من الجهات على النظام السوري، من إدخال شحنة مساعدات من المواد الغذائية إلى الأحياء المحاصرة داخل مدينة دير الزور شرق سوريا والخاضعة لسيطرة النظام، وذلك عبر جسر جوي من دمشق إلى المطار الذي مازال تحت سيطرة النظام.
وأشادت حملة "معاً لرفع الحصار عن دير الزور" بجهود البعثة الدولية للصليب الأحمر، واعتبرت أن ما جرى غير كافٍ، وطالبت بعثة الصليب الأحمر في دمشق بمواصلة الضغط على النظام السوري بقصد مد جسر جوي لتأمين المواد الأساسية للأحياء المحاصرة.
وفي اتصال هاتفي مع روزنة، أوضح جلال الحمد، الناطق باسم الحملة، أنه "بعد رفض عدة مطالبات من قبل الصليب الأحمر لإدخال المساعدات عبر مطار دير الزور، تراجع النظام أخيراً بسبب الضغط الكبير عليه وسمح اليوم بإدخال أول قافلة مساعدات إلى داخل المدينة، التي تضمنت 10 طن من الرز و10 طن من مادة السمن"، وطالب الحمد، الصليب الأحمر بتوزيع هذه المساعدات لإبعاد عناصر الأمن عن إذلال المدنين والتحكم بالتوزيع.
وأشار إلى أن "هذه الشحنات تكفي لعشرة بالمائة من السكان المحاصرين الذين نصفهم من النساء والأطفال"، لافتاً إلى أن "النظام أخبر الصليب الأحمر أن لديهم عدة أيام فقط لإدخال ما يريدون، وذكر مصدر داخل اللجنة أنهم لا يضمنون استمرار موافقة النظام للأيام القادمة، ويمكن بأي لحظة أن يوقف النظام على هذه الموافقة الأمنية وحينها سنعود إلى المرحلة الأولى".
وأكد الحمد أن "الصيدليات ما زالت في الأحياء المحاصرة خالية من الأدوية الرئيسية خاصة الأمراض المزمنة، وبعثة الصليب الأحمر أكدت في حال استمر النظام بالسماح بإدخال المواد، ستدخل 7 طن من الأدوية إلى هذه الاحياء، وقد سجلنا ارتفاع نسبة انتشار مرض اليرقان والجرب والقمل بسبب نقص مواد التنظيف وانقطاع المياه".
وناشد الحمد باستمرار لجنة الصليب الأحمر بإدخال الأدوية الأساسية وإخراج المرضى بشكل سريع وعاجل، لأنه "هناك الكثير من الحالات الحرجة كالسكر وأمراض الكلى، ونحن نثق بجهود الصليب الأحمر، لكن نعلم أن النظام يضيق بكل مايستطيع على كل المنظمات الإنسانية التي تحاول رفع المعاناة عن هذه الأحياء المحاصرة".