يلجأ سكان مخيم أطمه على الحدود مع تركيا، إلى الطرق البدائية في التوليد، واستخدام الأدوات غير المعقمة، التي تعرض المرأة الحامل للكثير من الأخطار.
تعرضت أم محمد إلى نزيف حاد، وتقول إنها واجهت صعوبات كبيرة حتى وصلت إلى مستشفى مدينة أطمه، فالمخيم يفتقر إلى وجود طبيبة نسائية، وليست هناك سيارة إسعاف لنقل الحوامل إلى المستشفى.
شح الدعم للمراكز الطبية في مخيم أطمه، يجعل الاهتمام بالحوامل أثناء فترة الحمل أمراً صعباً، وإذا حان وقت الولادة فجأة، تكون كل من الأم والطفل في حالة خطر.
وتقول فاطمة الأحمد التي تعيش في المخيم، إن النساء يطالبن بطبيبة نسائية مختصة تعالج الحلات الطارئة، وخصوصاً تلك التي تقع ليلاً.
رأي طبي
لولادة المرأة في المخيم مخاطر عدة، هذا ما تؤكده الطبيبة ربا شما، فاستخدام الأدوات غير المعقمة قد يؤدي إلى انتان نفاسي، أو التهاب رحم عقب الولادة، وهنا يجب أن تأخذ المريضة مضادات حوية شديدة القوة.
ومن الممكن أن تصاب المرأة الحامل أيضاَ، بإنتان كزازي هي أو الوليد، بالإضافة إلى أنها قد تصاب بنزيف، إما بسبب تمزقات غير مخيطة بشكل دقيق، أو بسبب نزيف داخلي ناتج عن عطالة رحمية أو عن ارتخاء الرحم بعد الولادة.
وبحسب شما: "يجب أن تكشف هذه النزوف أثناء الولادة، أي خلال مدة لا تتجاوز ساعتين، حتى يتم تفادي المزيد من النزيف، وبالتالي عدم الحاجة لنقل دم للحامل.
وتشرح الطبيبة عن الولادة العسيرة، قائلةً إنه إذا استمر المخاض لأكثر من أربع ساعات بالنسبة للمرأة التي سبق لها الإنجاب، فيجب أن تنقل إلى المستشفى فوراً، أما اذا كانت المرأة غير منجبة من قبل، فمن الضروري نقلها إلى المستشفى، إذا استغرقت مدة الطلق أكتر من 8 ساعات.
وفي حال نزفت المرأة الحامل أثناء فترة المخاض، كمية تصل لأكثر من 200 مل، أو نزل "ماء الرأس" دون حدوث مخاض لأكثر من 6 ساعات، فيلزم أن تنقل إلى المستشفى، حسبما تؤكد الطبيبة.
أكثر الأمراض انتشاراً
تعد الالتهابات المهبلية أثناء الحمل، من أكثر الأمراض شيوعاً بين نساء المخيم، وتشير الطبيبة إلى ضرورة معالجتها في وقت مبكر، كي لا تؤدي إلى آثار جانبية كالولادة المبكرة، وهنا يجب مراجعة أي عيادة طبية نسائية بشكل دوري أثناء فترة الحمل.
ويمكن للحامل أن تستخدم مواد بدائية طبيعية لمعالجة الالتهاب، كغسول البابونج وخل التفاح والتوم واللبن وورق الزيتون، إذا لم تتوافر المراهم والتحاميل النسائية التي تستخدم في هذه الحالة.
وتقول شمة، إن أعراض الالتهاب النسائي، تتظاهر بألم في البطن مع ألم أسفل الظهر، وترفع حراري بالإضافة للإفرازات الشديدة للمهبل مع الرائحة.
وتضيف: "يجب الاعتناء بالنظافة الشخصية في المخيمات، وخصوصاً منطقة المهبل، بسبب العدوى من الحمامات المشتركة".
وتنصح الطبيبة بعدم ارتداء الألبسة الضيقة واستخدام الصابون العادي، وغير المعطر، وعدم استخدام الفوط المعطرة.