فيما يسدل الستار عن عام الثورة الرابع، ويفتح للخامس، تغيّرت أحوال الكثير من السوريين، إيجاباً وسلباً، بعضهم غير مواقفه، وآخرون بقت آراؤهم ثابتة، والكثير، فقدوا أرواحهم، أو أصيبوا، هاجروا، وبقوا في الداخل.
بمناسبة ذكرى الثورة، أجرت روزنة استطلاعاً الكترونياً، لآراء شريحة من السوريين، شاركت به 500 عينة، من الجنسين، خارج سوريا وداخلها، مع مراعاة أن المشاركين، يستطيعون التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهم من مختلف الأطياف والألوان السورية، وكذلك المشارب السياسية.
بقيت الاستمارة متاحة على الانترنت مدة خمسة أيام، فيها أسئلة، حول تسمية ما يجري في سوريا حالياً، ونظام الحكم المستقبلي، والحل للوضع الراهن، وهل هناك دور للناشطين المدنيين هذه الأوقات، إضافة إلى فرضية انتصار الثورة لو بقيت سلمية، والأمنيات، لو أن الثورة حدثت، أو لا.
نتائج
"لا للسلاح نعم للسلام "، كتب أحدُ المشاركين، تعليقٌ يدل على رفض شريحة من السوريين، للغة المعارك والحرب، ومفرداتها، التي أودت بحياة الكثيرين.
هنا، كانت نسبة الذين فقدوا أشخاصاً مقربين منهم بسبب الصراع، 86%، فيما أكد 48% أن ما يجري حالياً ثورة، ورأى 30% أن ذلك حرب دولية بالوكالة، و10% وصفوا الأوضاع بالفوضى، و7% حرب أهلية، و5% أزمة، وما بقي لم يجيبوا.
وحول مطالب السوريين بنظام الحكم المستقبلي، علّق مشارك على الاستبيان:" سوريا ديمقراطية تعددية أو فالتقسيم هو الحل"، فيما جاء تعليق ثانٍ:" أتمنى أن تنتهي الثورة بانتصار أبنائها، وأتمنى أن تكون دولة مدنية بطابع إسلامي".
بالتالي، أيّد 71% من المشاركين، النظام المدني، و15% كانوا مع الحكم الفيدرالي، بينما طلب 10% نظاماً إسلامياً، ورفض الباقي، كل تلك الخيارات.
أما فيما يخص الحل لما يجري في سوريا، رأى 36% أنه سياسي باتفاق المعارضة والنظام، و27% عسكري بانتصار أحد الأطرف، وأعلن 24% تأييدهم لتدخلٍ خارجي، و8% للتقسيم.
وعن الصوت المدني، هل بقي له دور في سوريا أم لا؟ رأى 48% أنه لم يعد للناشطين المدنيين مكان في البلاد، و47% خالفوا ذلك، بينما 4%، لم يجيبوا، كما أكد 73% أنهم لا يتمنون عدم حدوث الثورة، و24% تمنوا لو أنها لم تحدث.
تعليقات المشاركين
مراعاةً لآراء المشاركين، على اختلافاتها كلّها، فتحت روزنة في نهاية الاستبيان، مجالاً لهم، كي يعبروا عن آرائهم، بعيداً عن الأسئلة المغلقة، ويكتبوا ما يريدون.
فقالت إحداهن:" هذه الثورة تأخر حدوثها، وهي ثورة ستترك أثرها على العالم كله، وليس محلياً أو اقليمياً، كشفت عجز العالم وضعفه وتردده تجاه الانسان، الصراع اليوم بين همجيات لذلك ينبغي وقفه"، وأضاف آخر:" الثورة السورية أنجزت الكثير وعرّت النظام، ونزعت عنه كذبه حول فلسطين والمقاومة ...الخ".
ورأى مشارك أن "مسألة تواجد الناشطين السوريين، نسبية، لكن محاصرين من قبل النظام والقوى المسلحة وداعش، وأيضاً القوى الكردية المسلحة والنفوذ الاقليمي والدولي في الداخل"، وكتب آخر:" بعض الأطراف الدولية، تقف وراء استمرار النظام في القتل و التهجير".
وكان لبعض المشاركين انتقادهم للاستبيان، فكُتب تعليق:" الأسئلة منقوصة، وهناك أسئلة تحتمل أكثر من جواب، أو أن الجواب المراد ليس ضمن الخيارات، ان كان هاذا مقصودا فهو بهدف التضليل ولا يوصل لنتائج حقيقية، وإن كان غير مقصود، فهو يدل على عدم احترافية الاستبيان ولا يوصل لنتائج حقيقة..لقد ملات الاستمارة لأتمكن من وضع التعليق".
وبعيداً عن الانتقادات، كان ضمن التعليقات، كلمات مكتوبة باللغة المحكية من امرأة سوريّة، قالت:" تعبنا وتعبت سوريا والشخصيات الكبيرة من النظام والمعارضة، بتاكل وبتشرب وبتدرس ولادها، ونحنا ولادنا اتشردت وجاعت وبردت وماتت، أما سوريا، فإن لله وإن إليه راجعون".
من الرابح الأكبر؟
هذا السؤال، لم يكن محدود الأجوبة، حيث لا يمكن حصر الرابحين مما يجري في سورية، بيد أن الخاسر الأكبر فيما يبدو، الشعب.
كثرت الأجوبة على السؤال، ولم يدع المشاركون طرفاً في سوريا أو العالم، لم يقولوا إنه الرابح الأكبر، فامتد خيط الرابحين، من النظام السوري، إلى المعارضة، فالدول الغربية، وصولاً لإيران والخليج وتركيا، وليس انتهاءً، الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل.