المرأة السورية في الدراما الشامية

المرأة السورية في الدراما الشامية
تحقيقات | 12 مارس 2015

كلمة "فشرت" في مسلسل باب الحارة، كلفت أم عصام الطلاق، وهذا الأمر، لم يكن خيالياً في تاريخ المنطقة، بل هو جزء من واقع المرأة، في الشرق، ناهيك عن جزء آخر، لم يعرض في الدراما، عن نشاط النساء، في مختلف مجالات الحياة.

باب الحارة، مثال على الكثير من المسلسلات التي صورت المرأة، على أنها تابعة للرجل ومنكسرة دائماً، لم تنصف الدراما الشامية المرأة السورية، بل على العكس بحسب تعبير كفاح، أحد متابعي مسلسل باب الحارة.

يقول الشاب في حديثه لروزنة: "قدمت المسلسلات الشامية صورة سيئة عن المرأة، فالعديد من النساء السوريات بمرحلة الانتداب الفرنسي، كان لديهن حيز من الحرية وأفق الحركة، ليست تابعة للرجل بالمطلق، هذا ما لم نره في هذه المسلسلات".

إضافة إلى تبعية المرأة السورية وانكسارها الدائم في المسلسلات، ركزت تلك الأعمال، على ارتباط شرف الرجل، بسمعة المرأة في الدرجة الأولى.

مسلسل أهل الراية كمثال، تدور جميع أحداثه حول شرف البنت المظلومة، والمتهمة، التي تعيش النفي وتدفن وهي حية، ومن ناحية أخرى، ركزت الدراما الشامية على المرأة، التي شغلها الشاغل، إرضاء زوجها وتدليليه.

والأمثلة كثيرة، من عبارة مثل "تقبر قلبي ابن عمي"، ونصب مكائد للمحيطين بها، خاصة عندما تكون زوجة أب، أو ضرة أو كنة أو حماية، وهذا كله شكل أذى للسوريات، كما يرى البعض.

تقول هلا: "الدراما ركزت على كل ما يقلل قيمة المرأة، لدرجة أن المجتمعات العربية، ترى جميع السوريات بهذه الصورة"، وتتابع مستاءة، بأنه "عندما عملت الدراما السورية على تغيير الصور السابقة، صورتها على أنها منفتحة ومتحررة بشكل سيئ جداً".

في ظل هذه المجريات بالدراما، يظهر السؤال، من المسؤول عن تقديم المرأة بهذه الطريقة للشاشة أو لوسائل الإعلام؟ الممثل؟ الكاتب؟ المنتج؟ أم الجمهور؟، الجمهور الذي خُزنت هذه الصور النمطية بذاكرته، و استبعد تماماً دور المرأة، السياسي و الإنساني و الاجتماعي.

الممثلة عزة البحرة، تحمّل المسؤولية للكاتب والجهة الإنتاجية، موضحة: "المشكلة ليست بتقديم هذا النموذج من النساء باعتباره موجود فعلاً، لكن بعدم تقديم النموذج الآخر عن المرأة السورية، المنطلقة الإيجابية المشرقة، التي أخذت دورها الحقيقي بالمجتمع".

وتتابع البحرة حديثها لروزنة: "الكاتب غير حريص على تقديم الصورة الإيجابية الموجودة، فهو لن يفترضها، فلدينا نماذج عن نساء سوريات في التاريخ السوري".

من دراما البيئة الشامية، إذا انتقلنا للمسلسلات الحديثة، يفرض سؤال نفسه، هل أنصفت الدراما السورية المرأة بتنوعها واختلافها، واستطاعت كسر الصور النمطية اللي علقت بذاكرتنا أم لا؟


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق