كرديات يدافعن عن حضانة أطفالهن

كرديات يدافعن عن حضانة أطفالهن
تحقيقات | 09 مارس 2015

أم عبد امرأة مطلّقة في الثلاثينات من العمر،  ترعى ابنها ذو الثلاث سنوات وحدها. ضربها زوجها كثيراً ابتداءً من الشهر الأول للزواج، وطردها من البيت كثيراً لينتهي زواجهما بطلاق سريع. تقول أم عبد في حديثها لموقع روزنة "كان يقوم بتسخين السكين لتصبح جمراً ويكوي جسدي بها"، لم يتوقف التعذيب الذي كانت تعاني منه أم عبد بل وصل الأمر إلى طفلها: "عندما كان يمرض طفلي كان يمنعي من الذهاب إلى الطبيب ويقول بأنه سيشفى من تلقاء نفسه!".

مساومة على الطلاق

بدأت أم عبد بتقديم المال لزوجها عن طريق بيع الذهب الذي قدمه لها الأقرباء يوم العرس، أرادت أن تحصل على الطلاق، لكن الرجل القاسي بات يساومها على ابنها الصغير: "اشترط علي الاختيار ما بين الحصول على حقوقي المادية أو التنازل عن كل شي مقابل الاحتفاظ بابني.. اخترت ابني".

وكانت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، قد أعلنت في بيان لها، ارتفاع نسبة حالات الطلاق خلال النصف الأول من عام 2014 حث وصلت بحسب المنظمة إلى133 حالة طلاق مقارنة ب155 خلال عام 2013 بكامله.

الأطفال من حق الزوج

بعد العودة الى منزل أهلها برفقة ابنها الصغير، واجهت أم عبد العديد من الانتقادات، فالمجتمع الكردي لم يتعود أن تحتفظ المرأة المطلّقة بحضانة أولادها، فالطفل تابع للأب بحسب الموروث الشعبي: "أهلي باركوا خطوتي لكن الناس من حولي كانوا يقولون لو اخدتي مصاري ما كان احسنلك من هالبلا.. يقصدون ابني".

من المتعارف في العرف العشائري الكردي حصول المرأة على بعض المستحقات المالية، مقابل تنازلها عن حضانة أولادها للزوج، وفي بعض الأحيان تتنازل النساء عن حقوقهنّ المالية، ولكن الأزواج يحتفظون أيضاً بحضانة الأولاد، داعمين أنفسهم بالأعراف والتقاليد. 

دافعت أم عبد عن حقها بحضانة ابنها، قبل أن تصدر هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية مرسوماً يضمن المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة العامة والخاصة، أما فيما يتعلق بالمرأة المطلقة فقد نص البند 25 من المبادئ الأساسية الخاصة بالمرأة: "للمرأة الحق في حضانة أطفالها حتى إتمامهم سن الخامسة عشرة سواء تزوجت أم لم تتزوج ويكون بعدها الاختيار للأولاد ومن واجب الطرفين تأمين السكن والنفقة للأطفال طيلة فترة الحضانة".

 لا تدري أم عبد أن كانت نساء كحالتها سيستفدن من المبادئ التي أصدرتها هيئة المرأة  في المنطقة، أمّا هي فقد تحدت العادات التي تجبر الأم التخلي عن أطفالها وبدأت بالاعتماد على نفسها فأصبحت  تعمل بالتريكو وتقوم بتقديم المساعدة والمشورة للنساء المحتاجات.

جانب من الاحتفالات بعيد المرأة في المناطق الكردية:

جانب من احتفالات عيد المرأة في المناطق ذات الغالبية الكردية


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق