الرقة: فتياتٌ من جحيم داعش إلى وادي النصارى

الرقة: فتياتٌ من جحيم داعش إلى وادي النصارى
تحقيقات | 08 مارس 2015

 يمنع تنظيم داعش تعلّم الفتيات عند بلوغهنّ الخامسة عشرة،  لكن ثلاث فتيات رقاويات استطعن الهروب من المدينة البائسة، ليكملن تعليمهنّ في منطقة وادي النصارى القريبة من مدينة حمص، والقصة بالطبع ليست بهذه البساطة...

ماهي القصة؟

تقول عائشة في حديثها لموقع روزنة "أغلق التنظيم مدارس البنات في الرقة، وحولها لمراكز ومستودعات له، وتمت معاقبة كلّ فتاة وولي أمرها بالجلد إذا ما تلقت التعليم"، وتضيف "لم يقبل أبي أن نبقى بلا تعليم، فاقترح علينا أن نكمل تعليمنا في وادي النصارى، حيث تسكن هناك حنان قريبة والدي".

من الرقة عاصمة التنظيم، وعبر هويّات عماتهن البالغات، استطاعت الأختان عائشة وندى وصديقتهما نسرين الهروب من وطأة داعش، إلى منطقة وادي النصارى الآمنة في ريف حمص الغربي، حيث كانت بانتظارهما حنان، ليكملن وبهدوء دراستهن الثانوية.

حُرمت عائشة "أكبر الفتيات سناً"، من التقدم إلى امتحان الشهادة الثانوية خلال السنتين الفائتتين، بسبب اندلاع الأحداث في الرقة ودخول "داعش" إليها، تقول لروزنة "لقد أعادنا داعش إلى العصر الحجري، أنا لست ناقصة عقل ودين حتى أحرم من التعلم.. كان من المفترض بي أن أكون في الجامعة الآن".

تتابع الفتيات الثلاثة كل يوم دراستهنّ في بلدة المزينة بوادي النصارى، يعوضنّ مافاتهنّ من دروس،  تقول ندى "سنحاول قدر المستطاع أن ننجح بعلامات جيدة.. المهم ألاّ نعود إلى الرقة، داعش يرتكب جرائم كثيرة بحق النساء هناك".

نسرين: لا للنقاب!

ترفض نسرين أو "ابنة الرقة" كما ناداها زملائها في مدرسة المزينة الخاصة، فكرة ارتداء النقاب الكامل، فهذا ليس من قيم الإسلام حسب رأيها، تكتفي بارتداء الحجاب كبنات عمها. وتؤكد لروزنة أنها على علاقة جيدة مع زملائها  المسيحيين في المدرسة وجيرانها في الحي الذي تسكنه في بلدة المزينة. 

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن سيطرته بالكامل على محافظة الرقة في الـ24 من شهر آب الفائت، مرتكباً جرائم وصفتها وسائل الإعلام بالمتوحشة.

تعثّر جديد

لن تتوقف رحلة العلم العاثرة التي خاضتها "بنات الرقة" عند هذا الحد، بل ستُجبر الفتيات مع نهاية العام الدراسي واقتراب موعد امتحان الشهادة الثانوية للانتقال إلى حماة، بعد أن فرضت مديرية التربية عليهنّ التقدم للامتحان هناك، تقول عائشة "كنت أظنّ أن ظلم داعش كافٍ .. نضطر اليوم لتغيير مكان سكننا والانتقال لحماه من جديد لنقدم امتحاناتنا هناك.. سأذهب في وقت قريب للبحث عن منزل استأجره طيلة الفترة الامتحانية".

على أمل نتائج جيدة في الامتحان، تبدي الفتيات الثلاثة رغبة شديدة في متابعة دراستهن الجامعية، ربما ليس حباً بالتعلم بقدر ما ستؤمّن لهنّ الدراسة الجامعية، بقاءً بعيداً عن جهنّم داعش بحسب رأيهنّ.

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق