بالصور: نكبة من القذارة والصراصير في المدينة الجامعية بدمشق

بالصور: نكبة من القذارة  والصراصير في المدينة الجامعية بدمشق
تحقيقات | 03 مارس 2015

يعاني طلاب السكن الجامعي في دمشق ، من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة،  رغم افتراض توفر جميع مستلزمات الحياة المعيشية والدراسية فيها.

تقول دعاء طالبة في المدينة الجامعية، "ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء خلال فترة الامتحانات، ونحن بأمس الحاجة لتوفيرها، أصرف 100 ليرة يومياً لشراء الشمع، كثيراً ما أتذكر قول أبي عندما كنا نتعاجز عن الدراسة، يا بنتي كان على دورنا الواحد بيدروس عالشمعة، وعلى دورنا يا أبي أيضاً!"

تشير دعاء، أن المكتبات في الوحدات السكنية باردة جداً ولا تتوفر بها أي وسيلة تدفئة، رغم ذلك، تكون أحياناً مزدحمة جداً بالطالبات.

 

ويروي محمد لروزنة منزعجاً  "أسكن بالوحدة الأولى.. المظلمة دائماً، تنقطع الكهرباء بانتظام أربع ساعات انقطاع مقابل ساعتين كهرباء، اضطر في الأيام التي يكون عندي  امتحان أن انزل إلى امام مبنى المدير حيث يوجد مصباح "بنجكتور" كبير مضيء دائماً حتى عندما تكون المدينة بأكملها مظلمة، الدراسة على هذا الضوء هي الحل الأفضل"

نكبة من القذارة

يبلغ عمر المدينة الجامعية في العاصمة السورية  أكثر من خمسين عاماً، ومنذ عهد حكم الرئيس جمال عبد الناصر، لم يوضع حجر إضافي فيها، ومع تقدم الزمن ازدادت الخدمات فيها سوءً.  تقول سامية "أسكن في الطابق الخامس، وتعاني الغرف كلما ازدادت ارتفاعاً من رطوبة عالية.. لا يوجد مصعد ولا تدفئة أو إصلاحات لذلك، الغرفة أشبه بالسجن، حتى أننا أنا وصديقاتي نسمي غرفتنا قاووش 501"

تتابع سامية " الغرف مليئة بالصراصير رغم كل المحاولات للقضاء عليها، يمكن رؤيتها بالخزانة أو على السرير أو حتى في الطعام" .

بدأت مجموعات شبابية تحاول إصلاح ما يمكن اصلاحه عبر جمع بعض التبرعات، يقول علاء "المجاري تطفو كثيراً، لا حنفيات ولا أبواب حتى، حاولنا إصلاح وتركيب أبواب على حسابنا، لكن لم نستفد، المجاري لا تزال تطفو، يبدو أن المشاكل في أساسات مجاري تصريف المياه في الوحدة"

يشير علاء إلى انتشار الأوساخ والقاذورات وعدم التنظيف بشكل دائم "أصبحنا نعيش مع جراثيم وحشرات غريبة لم نعرفها من قبل".

 

اضطهاد توجهات 

بعد 4 سنوات على بدء احتجاجات الثورة السورية،  ازدادت وتعقدت التوجّهات السياسية ، واختلطت الآراء، فأخذ أغلب الأشخاص المنحى الرمادي حتى يسلموا من تربص الآخرين بهم، تذكر فاطمة "عند أول مطب تقع الأقنعة كما يقال، حدثت مشكلة بيني وبين طالبة في الغرفة، إثرها اتصل بي شخص ادعى أنه أخوها، قال لي، لا تخليني حطك ببالي بنفيكي ورا الشمس!"

يروي أحمد، "إننا ضمن المدينة الجامعية أشبه بثكنة عسكرية، فكل من حولي يلبس المموه وثياب المخابرات والعساكر واللجان وغيرها كنوع من الاستعراض وإرهاب الآخرين"

مضيفاً أن "الكثير من هؤلاء يقومون بافتعال المشاكل وعمليات سرقة وتشبيح واعتداء على الفتيات بحجة حماية النظام العام للمدينة".

سياسة الواسطة بكل مكان

لم تسلم المدينة الجامعية من سياسة الواسطة ، تقول هيا  "نسكن في الغرفة 10 بنات، وفي وحدات أخرى يتجاوز العدد 13 طالبة، غرفة مساحتها 12 متر ، بينما يسكن بالغرفة المجاورة لنا 3 طالبات من كلية الآداب لوحدهنّ، رغم أن هذه الوحدة غير مخصصة لطلاب الآداب". تضيف ساخرة : "بالواسطة.. كل مستحيل ممكن!!"

 

 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق