يحفر أهالي مدينة دوما بريف دمشق، ما يقارب الـ20 قبراً يومياً، فالمدينة اعتادت على الموت منذ أكثر من سنتين، بسبب استهدافها بالأسلحة المختلفة من قبل النظام السوري.
اتخاذ "جيش الإسلام" المدينة كمقر لقيادة فصائله العسكرية، أضاف سبباً آخر، للنظام ليجعل من المدينة هدفا له، رداً على كل عملية عسكرية يقوم بها "جيش الإسلام" في دمشق.
يقول سمير بويضاني مدير مكتب المقبرة في المجلس المحلي لمدينة دوما، "هناك عشرة عمال فقط، هم من يقومون بحفر القبور بدوما، ويتقاضون رواتبهم من المجلس".
ومع انعدام التعرف إلى الهويات والموت الغير مؤكد سريرياً في ظل فوضى الحرب، يغدو العديد بين متوفي ومجهول المصير.
وحول هذه النقطة، أوضح بويضاني أن المجلس المحلي في المدينة، يعتمد التوثيق الدقيق، "يوثق الأرشيف ضمن جداول مرقمة ومرمزة مع توثيق صور الوفيات، ويتم ربط الجداول مع دائرة السجلات المدنية، كما يتم إصدار شهادات وفاة من قبل الطبيب الشرعي العامل لدى المجلس المحلي لمدينة دوما، حيث لا يتم دفن أي حالة دون هذه الشهادة".
اليوم، يصل سعر القبر الواحد في بعض المقابر بالعاصمة دمشق إلى مليون ليرة سورية، أما في دوما فالكلفة مجانية. فأماكن المقابر القديمة في المدينة، باتت اليوم بالقرب من خطوط النار ومناطق الاشتباكات، ما دفع بالأهالي لاختيار منطقة أخرى بعيدةً عن ضجيج الرصاص والمعارك، ليتشارك الأموات الأحياء في النزوح أيضاً.
فيما استُبدلت الشواهد الرخامية التي شكلت جزءاً تقليدياً في المقابر، بلوحات إسمنتية مكتوب عليها اسم الشخص وتاريخ الدفن.