تعرفت زينة الفتاة المقيمة في حلب على زوجها الحالي، عبر مجموعة "تلاقي الأسرة السورية السعيدة" على فيسبوك، ولا تستغرب زينة هذه الوسيلة، بل تجدها "عادية جداً في ظل ندرة وجود الشباب في سوريا".
تعبر عن سعادتها الكبيرة بزواجها، وتقول: "أشجع الشباب والصبايا على البحث عن شريكهم الآخر عن طريق هذه المجموعة، في حال وجود الجدية التامة والوعي الثقافي والاجتماعي".
وتعتبر زينة أن للموضوع إيجابيات عديدة، وهناك سلبيات أيضاً، منها صعوبة التأكد من جدية وصدق الطرف الآخر.
أما أيمن الذي وجد شريكة حياته من خلال هذه المجموعة، فيرى أن هذه الطريقة، تمثل حلاً جيداً لمشكلة الشبان المغتربين، وينصح الجميع بالمحاولة من خلالها، على اعتباره مر بتجربته ناجحة.
كيف تعمل المجموعة؟
تستقطب المجموعة العديد من الشباب السوريين، لا سما في هذه الفترة، التي يحل فيها عيد الحب، وبعضهم قام بملء استمارة انتظاراً لنصيبه.
يأمل شادي، أن يجد شريكة حياته بنفس الطريقة، رغم أنه كان معارضاً للفكرة في بدايتها، ولكنه سرعان ما غير رأيه، بعدما وجد أن المجموعة تتعامل بحسم وجدية، خصوصاً أن واحداً من أصدقائه ارتبط عن طريقها.
ويرى حسام مراد، المسؤول عن مجموعة "تلاقي الأسرة السورية السعيدة"، أنّ مجموعته مثلها مثل أي مجتمع عادي في الحياة العامة، مبرراً فكرته بظروف الحرب وصعوبة تعارف الناس على بعضهم البعض.
بدأ حسام مشروعه منذ سبعة أشهر تقريباً، ويديره مع عدد من المشرفات المتطوعات كما يقول. وتقوم المشرفات بمراجعة حسابات الفيس بوك للذين يقومون بتعبئة الاستمارات، كي يتم كشف من يقوم بالدخول باسم وهمي أو بهدف آخر.
ويؤكد حسام حدوث أكثر من مئة حالة زواج عن طريق مجموعته، وأن من قاموا بتعبئة الاستمارات تجاوزوا الـ 1100 شخص.
يتم تسجيل طلبات الزواج عبر استمارات خاصة، وأي شخص يجد استمارةً لشريكه المناسب، يقوم بالتواصل معه، مضيفاً أنه يمكن كشف أي شخص يدخل المجموعة كي يتسلى.
نور، واحدة من المشرفات على المجموعة، تجد أن الزواج عبر مجموعتهم، "غير خاطئ، في ظل الأوضاع التي نعيشها، وأن الدلة هي فقط ما يحدث على المجموعة، وباقي التفاصيل تكون بين أهل الطرفين".
استهجان.. وشكوك!
ترى إحدى الفتيات السوريات التي التقينا بها، أن علاقة السوريين بالفيسبوك أصبحت علاقة قوية جداً في الفترة الأخيرة، لأنها الوسيلة شبه الوحيدة التي تجمعهم مع بعضهم البعض، وعبرت عن عدم إعجابها بهذه الفكرة.
وتقول:"كل شخصية تحاول أن تصنع كاركتر خاص بها، بحيث أنها تجذب الشخص الآخر وتدعي المثالية غير الموجودة في الواقع، فقط بهدف الزواج، وتخيلت أنه في حال تم زواج من هذا النوع، فإنه سيسبب مشاكل فيما بعد بسبب قلة التواصل مسبقاً".