تعيش ديما مع ابنتها الصغيرة في بيت والديها بالمزة، فيما سافر زوجها سامر منذ سنتين في رحلة تهريب طويلة إلى السويد، محاولاً الحصول على اللجوء ، ولمّ شمل عائلته إلى بيت قلبه.
يرسل سامر لديما "سمايلات محبة" عبر رسائله على الواتس أب، يرسم قبلاً كثيرة، وعناقات حميمة تفهمها ديالا التي ترد بدورها برسائل صوتية مشتاقة.. وباكية.
تمشي الامرأة الشابة في طرقات المدينة كما تخبرنا، وتشاهد المحلات المزدانة باللون الأحمر، والشبان والصبايا العشّاق يبحثون عن هدايا عيد الحب، لتعود وتنظر في موبايلها "الذكي" لتستقبل عواطف زوجها "الافتراضية" وقلوبه الحمراء على الشاشة الزجاجية.
الهدية المستحيلة
تحدّق سمر في واجهات المحلات الدمشقية بدقّة، تبحث عن هدية مناسبة لعيد الحب ، بسعر مقبول، لكنها "المهمّة المستحيلة" كما تقول.
تدرس سمر الهندسة المدنية في جامعة دمشق، وتحبّ شاباً في دفعتها منذ ثلاث سنوات، تقول في حديثها لروزنة "نعيش الحب في زمن الحرب، والحرب صعبة".
تتمنى سمر أن تحظى بعلاقة عاطفية كما أخواتها الكبيرات، لتذهب بصحبة حبيبها إلى دمر، والهامة، والزبداني وبلودان على اطراف دمشق. وتتبادل معه الهدايا والعواطف بهدوء وأمان. أمنية بسيطة، باتت بعيدة المنال في العاصمة السورية.
زهور رخيصة
اعتاد عماد وهو بائع زهور في حي الشعلان وسط العاصمة، أن يحضّر أكثر من ألف وردة جورية حمراء ليبيعها في عيد الحب، لكنه خلال العامين الماضيين خفّض العدد ليصبح بضع عشرات يشتريها على مضض، وبخوف كبير من كسادها في المحل "الناس ما معها تاكل، مين بدو يشتري وردة بألف ليرة! " يضيف الرجل شاكياً.
يعتذر عن المحادثة ليكمل تحضيرات عيد الحب، ويحزم المزيد من الزهور الرخيصة التي بات يبيعها بدلاً عن الورد الجوري الأحمر المرتفع السعر.
ملابس حمراء!
اعتادت طالبات السنوات الأولى في جامعة دمشق، على ارتداء ملابس حمراء، أو تزيين شعورهنّ بشرائط حمراء في عيد الحب كل عام. البعض يذهب أبعد قليلاً ليصل الوضع إلى صبغ الشعر والأظافر في محاولة لإكمال "لوك الفالانتاين".
الصور بعدسة: مارينا طنوس