كلمة سر خاصة.. وأهلاً بك في حواجز النظام!

كلمة سر خاصة.. وأهلاً بك في حواجز النظام!
تحقيقات | 09 فبراير 2015

بعد أربع سنوات من الحرب الدائرة في سوريا، بات منظر الحواجز العسكرية التابعة لأي جهة مسلحة أمراً شبه اعتيادي للسكان، مادفع السوريين لابتكار وسائل تسهل لهم العبور، وليس من الضروري أحياناً أن تكون مطلوباً لفرع أمني لتستخدم هذه الوسائل.

يفضل الكثيرون من أبناء قرى الساحل ذات الغالبية العلوية، استخدام السرافيس في السفر إلى دمشق، عوضاً عن باصات شركات النقل، خصوصاً بعد حوادث الخطف التي حصلت مراراً مع عدة شركات. فهذه السرافيس تنقلهم من قراهم لدمشق مباشرةً دون الاضطرار للانتظار ساعات على الحواجز، فهي تعبر الخط العسكري المخصص للسيارات العسكرية وسيارات الإسعاف، وما إن يصل السرفيس للحاجز، حتى ينطق السائق بكلمة السر "مرحبا حبيبنا" وتعني أن كل الركاب من الموالين للنظام، ولا مجال للشك إن كان أحدهم مطلوباً لجهة أمنية أو للخدمة العسكرية.

وأصبح لمدن الساحل أبواب!

بعد أن انتشرت الحرب في أغلب المناطق السورية، قام النظام بإغلاق المداخل الفرعية لكل المدن، ووضع الحواجز على المداخل الرئيسية.

 في اللاذقية وضع حاجزان أحدهما على طريق حلب خارج المدينة، والآخر في مدخلها الجنوبي ويسمى"حاجز الجامعة". محمد ابن مدينة جبلة، يصف وضع اللاذقية بأنه أفضل من غيرها بالنسبة لسكانها. يقول: "كوني من جبلة وابن اللاذقية عموماً لا يتم التدقيق على هويتي عند دخولي اللاذقية، وبشكل عام يقومون بالتدقيق علينا نحن سكان المدينة عند سحب مطلوبي الخدمة الإلزامية".

عناصر الحواجز عند مداخل اللاذقية لا يدققون على سكان الريف في اللاذقية أو سكان جبلة أو حتى سكان ريف بانياس وطرطوس، أما سكان المناطق الأخرى كدمشق وحلب وإدلب وغيرها من المدن، فيخضعون لتدقيق كبير قبل أن يسمح لهم بالمرور.

و في الطريق الممتد بين جبلة واللاذقية، وهو نفسه الأوتوستراد الدولي الواصل إلى مدينة دمشق، تم وضع حاجز لقوات "الدفاع الوطني" قرب جسر قرية المزيرعة، يقوم بالتدقيق على كل السيارات الخارجة من اللاذقية باتجاه جبلة أو طرطوس أو دمشق أو لبنان. هذا الحاجز معروف بالعشوائية، فتدقيقه محصور بالسيارات التي تملك نمراً لمحافظات الداخل أو المتجهة إلى لبنان. وعند اشتباههم باسم محدد يقتادونه لمعتقلاتهم السرية.

أما في جبلة، والتي تتميز بتنوعها الطائفي، فقد وُضع حاجزان الأول على مدخل جبلة الشمالي من جهة اللاذقية، وهو تابع للأمن العسكري، ويطلب هويات الإناث والذكور خصوصاً، ويتأكد من أنهم غير مطلوبين لأي جهة أمنية، ويقع الحاجز الآخر  على مدخل جبلة الجنوبي من جهة طرطوس وريف جبلة، والتدقيق عليه يكون محصوراً بالسيارات القادمة من محافظات الداخل.

لا حاجة لحواجز في اللاذقية!

مدينة أمنية بامتياز كاللاذقية، لن تحتاج لحواجز بين أحيائها، فانتشرت نكتة في المدينة، أن لكل مواطن في اللاذقية عنصرا أمن يلاحقانه أينما ذهب. وأغلب الحواجز الموجودة في اللاذقية حالياً وضعت لسببين، إما لنزع التفييم عن السيارات، أو لسحب الشبان للخدمة الإلزامية.

عامر شاب أنهى خدمته العسكرية، لكنه يخاف من أن يطلب لخدمة الاحتياط، يقول: "أحاول قدر الإمكان تفادي الحواجز، أختار طرقاً فرعيةً، وأنسل بين الأحياء الشعبية الضيقة لأصل مكان عملي أو عند ذهابي للتسلية مع أصدقائي، فلا أمر بأي حاجز طيار، كما أننا نحن الشبان نخبر بعضنا بأي حاجز طيار يوضع في منطقة جديدة، كي نتجنبه". 

الموت يلاحقنا!

سمعنا كثيراً عن التململ الحاصل بين عساكر وجنود الظام،  ممن يخدمون خدمة إلزامية أو تم سحبهم لخدمة الاحتياط، ولكن بعضهم استطاعوا أن يتدبروا طرقاً جديدة لحماية أنفسهم، فمنهم دفع رشاوٍ ليُنقَل من منطقة خدمته إلى قريته أو مدينته وتصبح خدمته على أحد الحواجز القريبة من مكان إقامته، إلا أن أحد العساكر في منطقة بانياس، أصيب في أحد اشتباكات حلب، بين جيش النظام وفصائل معارضة، فنقل إلى حاجز  قرية حريصون الواقع على الاوتوستراد الدولي الواصل بين اللاذقية ودمشق.

يقول أحد أقربائه: "يبدو أن الموت يلاحقه قريبي من حلب، فبعد أن سعدنا بوجوده بيننا، تعرض لحادث سير من قبل أحد الأطباء المنتشين بالكحول فصدمه وفارق الحياة لحظتها!".

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق