ابتلعت الحرب في سوريا ثلاث ملايين منزل، ونهبت قرابة 150 مليار دولار، وأجبرت أكثر من 3 مليون شخص على اللجوء خارج سوريا، فيما تركت ثلث السكان داخل البلاد من دون مأوى، بحسب دراسات دولية.
رصدت روزنة عينة من السوريين لتعرف رأيهم بما يحدث في البلاد، وتعطيهم صوتاً ليقدموا حلولاً يجدونها صحيحة بنظرهم. يقول أحمد وهو طالب بكلية التجارة في درعا " لا أفهم القانون الدولي، لكن كل ما أعرفه أن شعوب وحكومات الأرض بأكملها تخلت عنا في محنتنا"
أنس، ذو الـ 26 سنة، طالب دراسات عليا بكلية الصيدلة من مدينة حلب، كان لديه نفس حلم أحمد، وهو "الحرية" وإسقاط النظام، بدأ الشاب حراكه السلمي كناشط، ولكن اليوم في ضوء الوضع الراهن، ودوران آلة الحرب في البلاد، تغيرت أولويات أنس، وأصبح همه تفقد البشر، والعمل على تأمين أبسط مقومات استمرارهم في الحياة للمناطق المحاصرة، كما قال في حديثه لروزنة.
ما هو الحل؟
أجرت روزنة مسحاً ميدانياً، توجهت به إلى شريحة عشوائية من السوريين في الداخل بشكل رئيسي ، والهاربين من الحرب في دول الجوار كلبنان والأردن وتركيا.
وشددت الاستمارة التي وزعت للشريحة البالغ عددها 75 شخصاًُ، على السؤال حول فكرة تقديم مبادرات لحل الأزمة في سورية، عبر المفاوضات المباشرة مع النظام، والتي اقترحها المبعوث الدولي دي ميستورا مؤخراً، كما ركزت، على بيان اتجاه الشارع السوري نحوها سلباً وايجاباً، كونه الجهة المعنية بالدرجة الأولى بقبولها أو رفضها أو تعديلها.
تمت مراعاة التنوع الديموغرافي (السن، النوع، المستوى الثقافي)، بحيث نحصل على أعلى نسبة مشاركة نسائية وصلت إلى قرابة الـ30%، كما راعينا الفئات العمرية بحيث شكلت الفئة العمرية دون سن الأربعين نسبة 70%، بينما شكلت الفئة التي تجاوزت سن الأربعين نسبة 30%.
مشقّة كبيرة بذلها موقع روزنة، في سبيل الوصول الى العينات المستجيبة، مع مراعاة الحفاظ على أمن الصحفيين ، وأمن الشريحة المستطلعة، سيما أن عدداً كبيراً من المشاركين متواجدون في مناطق يسيطر عليها النظام السوري، ومناطق تقع خارج سيطرته، حيث لتنظيم "داعش" ومجموعات متشددة أخرى، سطوة على بعض تلك المواقع، والتي تجعل من عملية التواصل مع الناس، أمراً غاية في الخطورة.