يبدو أن الصواريخ التي أمر زهران علوش قائد "جيش الإسلام" بإطلاقها على العاصمة السورية دمشق، من الأحداث النادرة التي وحدت مواقف العديد من السوريين، رغم الخلافات السياسية الكبيرة التي بدأت منذ أربع سنوات.
وكان علوش، قد نفذ وعده وقصف دمشق، بعشرات الصواريخ والقذائف يوم الأحد الماضي، وهو ما أودى بحياة خمسة مدنيين، وعسكريين اثنين من قوات النظام، وأصابت 45 شخصاً بجروح، قبل أن يغرد بعد ساعات على التويتر، معلناً وقف القصف حتى إشعارٍ آخر.
أقله على صفحات الفيسبوك!
بعيداً عن آراء السوريين المؤيدين للنظام والذين نددوا بالقصف، كانت وجهات نظر شريحة واسعة من المعارضين، تغزل على المنوال ذاته.
وعلّق الكاتب السوري وائل سواح، على صفحته في الفيسبوك حول الأمر:" حامل هم الأمة ومعتقل رزان ورفاقها ومدمر الغوطة الشرقية والوالغ في دم السوريين يكمل مهمته اليوم في دمشق"، فيما سخرت الفنانة مي سكاف، قائلة بلكنة محلية:" برافو زهران علوش .. ماعم تقدر عالحمار .. ماسك بالبردعة. أي رجل أنت. روح ضروب النظام إذا كنت رجّال".
وجاءت كلمات سواح وسكاف، في سياق تعابير وجمل الكثير من المعارضين، حيث علقت الشاعرة رشا عمران:" ماراتون القتل برعاية : الأسد علوش شركة مساهمة مجرمة"، ووضعت كاتبة السيناريو المعارضة ريما فليحان على صفحتها:" يكسر الأيادي يلي بتنمد على الشام، يكسر الأيادي يلي بتصفق للمجرمين أياً كانوا".
أهل دمشق في وادٍ آخر!
بينما ندد كثير من السوريين بمختلف مشاربهم السياسية، بقصف "جيش الإسلام" للعاصمة، كان أهالي دمشق في سياق مختلف، مارسوا حياتهم كل على طريقته، بعضهم خرجوا من بيوتهم، وآخرون لم يغادروا منازلهم، بيد أن كثيرين منهم، علّقوا على الأمر بسخرية تارة، وبتحدٍ تارةً أخرى.
سلوى من سكّان المدينة وموظفة، علّقت حول ما جرى يوم الأحد:" قذيفة وراء المدرج 3 بكلية الاداب. أثناء الامتحان. ولا ضحايا. قذيفة امام السيارة الي كنا فيها.. وما صرلنا شي. ليش خايفين هالناس ما بعرف!?!! طيب عيشوها غير... (اذا لحقتوا)".
وكتب طالب على صفحته: " زهران علوش انضم للمشاركة بحملة سورية (2015 عيشها غير) مع زهران علوش مش حتقدر تطلع من البيت".
وليس بعيداً عن دمشق، ثمة صوتٌ من لبنان، علّق على أحداث دمشق، بطريقة تبدو بأنه يعرف شعاب سوريا، أكثر من بعض أبنائها، وهو الصحفي حازم الأمين، الذي وضع على صفحته:
" زهران علوش يُمطر دمشق بقذائف مدافعه. زهران علوش كان نزيل سجن صيدنايا بتهمة الإرهاب في العراق وأفرج عنه في نهاية العام 2011 بعد أشهر على بداية الحراك. كانت المهمة واضحة، ويتكشف منها المزيد يوماً بعد يوم. بدءاً من اختطافه رزان وسميرة ووائل وناظم وصولاً إلى قصف أحياء دمشق اليوم. القضاء على الوجه المدني للحراك بأيدي زهران وبأيدي "داعش" وقبلهما بأيدي البعث. لا شيء أوضح من ذلك".