اصطادوني بواسطة تفاحة!

اصطادوني بواسطة تفاحة!
تحقيقات | 22 يناير 2015

"أوقعوا بي بواسطة تفاحة"، يقول ماجد الذي يعد حالة نادرة استطاعت الإفلات من "الشبيحة"، كان قد انطلق بسيارته الـ"بيك آب" المحملة بالتفاح، من "وادي النصارى" في ريف حمص الغربي، إلى مدينة اللاذقية، قاصداً سوق الخضار ليبيع حمولته.

يروي ماجد قصته لروزنة: "توقفت عند حاجز للنظام قرب حرش اللاذقية، كانت خلفي سيارة فان سوداء وكان ركابها يتكلمون مع رجال الحاجز، وكأنهم يتفقون على شيء، ما إن مشيت حتى انطلقت السيارة تتبعني".

وعندما أصبحت سياراتهم بمحاذاة سيارة ماجد، أشاروا إليه من شباك السيارة، ليتكرم عليهم بالقليل من التفاح، فما كان منه إلا أن يثني على رغبة طالبي الفاكهة، ويقف بسيارته على جانب الطريق. 

يضيف ماجد : "كانوا أربعة رجال مسلحين، ابتسمت لهم وهممت بسرعة لأعطيهم التفاح، وإذ بي أتلقى ضربة قوية أسفل رأسي، وضعوني معهم في الفان وقاموا بربطي وعصبوا عيوني، وأخذوا هاتفي ليتصلوا بأهلي".

 

الإفلات من "الشبيحة"

دخل الرجل في حالة من فقدان الوعي، إلا أن جملةً ترامت على مسمعيه "منقتلوا دغري وللا منستنا شوية"، كانت كفيلة بايقاظ ما تبقى لديه من حواس، فهان عليه كل شيء حسب تعبيره، وجعُ رأسه، خوفه وحركته المشلولة، ليبدأ بالتفكير في الطريقة التي سينقذ فيها نفسه. 

يتابع ماجد قائلاً: "تمكنت من حل الرباط خلف ظهري، استطعت أن أرى من تحت العصبة الملفوفة على عينيي كل شيء، كانت بندقية السائق موضوعة بينه وبين مرافقه، انقضضت عليها بسرعة، وهددتهم بالقتل في حال لم يتركوني".

حاول السائق أن يقتل ماجد بمسدسه، إلا أنه كان أسرع منه، وأصابه برصاصة في قدمه، تأرجحت السيارة واصطدمت بشجرة، واستطاع ماجد الهرب بعيداً، إلى أن وجد من يساعده في قرية مجاورة، حسبما أكد لروزنة. 

ربما شابهت القصة الاستثنائية، التي خاضها هذا الشاب في حرش اللاذقية، مشاهد أفلام السينما الأمريكية، إلا أن قصصاً أخرى وقعت في منطقة وادي النصارى، لم نتمكن من سماعها، لأن مصير أبطالها بقي مجهولاً. 

 

قانون الغاب يسيطر على المنطقة 

فرجات، من بلدة الحواش، اختطف على يد "الشبيحة" أواخر شهر تشرين أول الماضي، طالب خاطفوه بمبلغ 10ملايين ليرة كفدية، بذريعة أن شقيقه كان مسؤولاً في إحدى مؤسسات الدولة، وله العديد من الأملاك والأموال.

مرت أيام وأسابيع وفرجات لم يعد، وبات الجميع على يقين بأنه لن يرجع، فهو ليس الحالة الأولى، هناك العشرات ممن تعرضوا لهذا الموقف، على مر السنوات والشهور الأخيرة.

كل من يتناحر مع "الشبيحة" سيخسر في كل الأحوال، وهذا ما حدث مع أحد الصاغة في المنطقة، والذي اعتدى عليه "شبّيح" بمطرقة حديد، وحاول سرقة الذهب، إلا أن الشرطة ألقت القبض على السارق وتم إيقافه، لكن تهديدات تلقاها صاحب متجر الذهب بأذية أطفاله، دفعته لإسقاط حقه.

يمضي سكان منطقة وادي النصارى أيامهم في تربص مقيت وغير معهود، لم يعد لهم حرية التنقل في منطقتهم كالسابق، الحركة الليلية في أيام السياحة السالفة تكاد تكون مقطوعة اليوم.

يقول جورج خريج كلية الطب: "الجميع في سوريا خائف من الدولة الإسلامية حالياً، أما نحن فنخاف من تنكيل الشبّيحة، الذين باتوا عنواناً للخطف والقتل والسرقة". المعادلة باتت واضحة ومعروفة في نظر جورج، "خطف.. فدية.. فلا موعد ولا لقاء".

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق